الشريان ومعلمة حائل
الاثنين / 2 / جمادى الأولى / 1438 هـ - 19:30 - الاثنين 30 يناير 2017 19:30
تابعت كما تابع غيري برنامج الثامنة مع داود الشريان والذي عرض فيه قضية الطالبة نوف التي قام بتكريمها وتهييج الرأي العام ضد معلمتها بأسلوب يفتقد للأمانة المهنية، حيث اتهم المعلمة بتعمد الإساءة للطالبة وإهانتها أمام زميلاتها، بينما كان الأجدر به وهو الإعلامي الكبير ألا ينزلق في طريق البحث عن المتابعين عبر الإثارة وتهييج العواطف. فكيف يحكم في قضية الطالبة ويعرضها دون أن يتواصل مع الطرف الآخر. وحتى لو افترضنا أنه حاول التواصل مع المعلمة ولم يستطع ذلك، كان بإمكانه التواصل مع قيادة المدرسة أو إدارة التعليم بحائل على أقل تقدير حتى تتضح له الصورة، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
وما حلقة الثامنة إلا مؤشر للحال المخيف الذي وصل له إعلامنا، فبدلا من أن يكون إعلاما هادفا ينشر الثقافة والأخلاق، ويغرس القيم النبيلة في نفوس الناس، ويقدم الحلول العملية للمشاكل الاجتماعية، ويبرز القدوات، أصبح إعلاما تجاريا يبحث عن الربح المادي عن طريق الإثارة وتضخيم القضايا البسيطة، وتلميع البعض وجعلهم مشاهير من أجل كسب الجماهير، والاستفادة من الإعلانات التجارية.
وبالعودة لموضوع الطالبة ومعلمتها وبعد بيان إدارة تعليم حائل الذي كان في صالح المعلمة، فما هو موقف البرنامج والقائمين عليه تجاه المعلمة؟! وهل سنشاهد حلقة اعتذار؟! وهل ستكون هذه الحلقة كافية لرد اعتبار المعلمة وإرجاع كرامتها المهدورة؟! وهل سترفع المعلمة قضية ضد القناة والبرنامج؟
أخيرا أتمنى من جميع الإعلاميين عند التعاطي مع مثل هذه القضايا أن يتم طرحها بحيادية وترك الحكم للمتابعين حتى لا يكون هناك ظلم لأحد.