ابتعث عقله وروحه!
الاحد / 1 / جمادى الأولى / 1438 هـ - 19:45 - الاحد 29 يناير 2017 19:45
أشعر أن ما طرأ ببالك للوهلة الأولى منذ قراءتك للعنوان هو أنني سأفعل ما فعله كثيرون، وهو نقد بعض المبتعثين، لكني سأفسر فقط سبب تأثرهم أو تغييرهم، لعلي أكون سببا في هدايتهم وسببا لتجنب البقية من الوقوع بمأزقهم.
المبتعث هو شخص قام بعمل الابتعاث، لكن هل فعل ذلك فقط؟ لا بل أعظم بكثير، فقد ابتعث جسده وروحه وعقله معه، وهذا بالطبع شيء جميل، وأساس النجاح أن يركز على دراسته فحسب، لكنه شيء سيئ جدا أن يذهب لغيره! فهو بذلك يترك روحه وعقله وجسده القديمة ويستبدلها بأخرى جديدة، وهذا الأمر لا يقف ضده أحد ولا دين ولا مجتمع إن كان الاستبدال للأفضل، أما للأسوأ وبدون أن يفكر بمدى صلاحية ذلك وملاءمته لدينه ومجتمعه فبلا شك ذلك مصيبة!
نحن لا نقول هنا لا بد له من الالتزام بكل شيء والتصرف وكأنه داخل البلاد، بالطبع لا، وهذا يترتب عليه عقوبات وقوانين كل بحسب دولته، لكن على الأقل عليه أن يسايرهم دون الانغماس أو التعمق اتقاء لشرهم.
كما أن الابتعاث لسنين طويلة يجعل الفرد يستسيغ ويعتاد على معيشتهم، إلا إذا حافظ على تجديد ترسيخ دينه وقيمه ومبادئه.
المبادئ والقيم والمعتقدات تفيد بقوة، وهي ثابتة داخل أنفسنا، ولن نستطيع تغييرها ما دمنا نؤمن بها، لكنها تسهل بهكذا موقف نظرا لمعاونة إبليس!
إبليس لن يكف عن المحاولات، فقطرة الماء قد تثقب حجرا مع تكرارها للمحاولة، فعند البداية بلا شك سيقول: لا، وبعدها: لا، وبعدها: ممكن ولنجرب، وبعدها ستخور قواه ليقول: نعم ونعم ونعم!!
نعم، لأن الرواسخ ليست ثابتة بقوة، نعم، لأنه ضعيف الدين، نعم، لأنه لم يكن راضيا أساسا على ما كان فيه، نعم، لأن بداخله شوائب لم يزلها من قبل، نعم، لضعف الرقابة الذاتية!