الإبل السائبة إلى خزينة الدولة!
الجمعة / 29 / ربيع الثاني / 1438 هـ - 19:30 - الجمعة 27 يناير 2017 19:30
قال تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).. صدق الله العظيم (17- الغاشية).
الجمل أو البعير «سفينة الصحراء» مخلوق من مخلوقات الله دلت الآيات والأحاديث على عظمته، ولا ننكر دور الإبل في الحياة وما تقدمه من خدمات للناس، فكم قطعت من مسافات وهي تحمل أصحابها على ظهورها، وما زلت أفتخر بالعسيفة تلك «الذلول» التي كانت تعرف صاحبها وهو عم جدي «غانم المزهم» من ظهره، وتلك العزوة التي تتسمى بها قبيلتي «الشقحاء».
وفي زمن السرعة «السيارة والطائرة والقطار» استغنى أغلب الناس في جميع أقطار العالم عن هذا المخلوق العظيم (الفخم). وبقي هواية ومهنة وصنعة وعشقا أبديا لأهله في جميع أنحاء العالم عامة والمملكة خاصة. وكم رأينا وشاهدنا خلال السنوات الماضية مزادات علنية تعرض إبلا بمبالغ مالية خيالية وبأسعار خرافية!
ومع ذلك أيضا سمعنا كثيرا بأن فلانا «قدر الله عليه» وأصيب في حادث، أو أن فلانا (انعدمت سيارته)، أو أن غيرهما لقي حتفه، وكل ذلك بسبب اصطدام السيارة بـ(بعير)! وفي المنطقة التي أسكنها - وهي الحدود الشمالية «رفحاء» - تكثر مثل تلك الحوادث نظرا لقلة الطرق السريعة، والسياج الحديدي!
نحن نؤمن جميعا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها»، ولكن نظرا لما لمسناه في الآونة الأخيرة من كثرة الحوادث بسبب هذه (السائبة)، نتمنى من الجهة القائمة على الثروة الحيوانية «وزارة الزراعة» أن تقوم بحملة كأي حملة قامت بها من قبل، (جور الاحتطاب مثالا)، وذلك بأن يتم أخذ أي جمل سائب، ليس عليه أي علامة (وسم) تدل على صاحبه، ووضعه في أي محمية، وتستفيد منه الدولة، والمحميات - ولله الحمد - كبيرة وتستوعب عشرات الجمال، وبها الماء والمرعى والأمان، وذلك في رأيي أفضل من تركها تعوق سالكي الطريق، وتتسبب في إصابة وإعاقة العشرات، وقتل آخرين.
ننتظر الرد من الجهة المختصة في ذلك.