معرفة

سواعد الفلاحين تأسر عدسة المهناء

u0641u0644u0627u062d u064au062au0623u0645u0644 u0646u0628u062au0629 u0635u063au064au0631u0629 u0645u0646 u062au0635u0648u064au0631 u0627u0644u0645u0647u0646u0627u0621
ما بين غفوة فلاح أنهكته الحقول، واستفاقة زهرة جلنار، واستطالة خصر الفاتنة الخضراء، تستريح عدسة المصور الأحسائي علي المهناء هناك لساعات طوال، وهو يسابق اللون والضوء خشية أفول الأصيل، ليظفر بتجميد لحظة من زمن الكادحين في تلك الأرض. هذه اللحظات تتوزع ما بين ضاحية الأرز الأحسائي وتمور النخيل، وأشجار الليمون والعنب، إلا أن الثيمة المضيئة فيها هي انحناءة الفلاح على ركبتيه عناية بتلك المزروعات، والتصاقه بالأرض المبللة بالطين والوحل، حتى تسمرت سواعده، هي وحدها كفيلة بأن تروي حكاية الأرض والإنسان في واحة الأحساء، التي ترويها ينابيع تكاد تتدفق من عرق الجبين. ومن وجهة نظر المهناء فإن الصورة البانورامية للحقول لا تكتمل إلا بوجود راعيها فيها، وبين جنبات نخيلها، والمزارع الأحسائي يتفرد بين أصحاب المهن الأخرى بأنه صاحب ذوق رفيع وفن وإخلاص، وهو في الواقع أب عطوف يعتني بنخلته كعنايته بأطفاله، ويتجلى ذلك في إبداعه في زراعتها ورعايتها منذ صغرها وهي في طور الفسيل، وحتى تعانق السماء شموخا في طولها، ونرى ذلك في طريقة غرسها والمسافات التي يتركها بين النخلة والأخرى. وقال المهناء «أخجل جدا وأتردد مرارا قبل طلبي منه ليسمح بالتقاط صورة، خاصة في وقت مزاولة عمله، احتراما وتقديرا له، لما تجده من التفاني الذي يمتاز به»، لذلك نراه من خلال الصور مميزا بعفويته، وابتسامة محياه التي يظهرها دون تصنع، فسجاياه جبلت ونشأت من طيب أرضه.