نتائج TIMSS2015 العالمية ومناهج ماجروهيل المحلية!
الأربعاء / 27 / ربيع الثاني / 1438 هـ - 20:15 - الأربعاء 25 يناير 2017 20:15
العلوم والرياضيات أو «حقول العقول»، منابت الإبداع والأفكار، والساحة الزمنية التي يتاح فيها لطلابنا باستخدام عقولهم لما خلقت له، وضع هاتين المادتين في مدارسنا محزن وغارق في التقليدية، أصيبتا بعدوى الحفظ المنتشر في جسد التعليم المنهك، فأصبحتا تقدمان بشكل نظري بحت معدوم الأنشطة والوسائل «إلا فيما ندر»، ويلزم الطالب بحفظ القوانين والقواعد العلمية والرياضية بدلا من أن يكتسبها من نشاط أو يستنتجها من تطبيق، فأصبحت هما آخر يلزم المعلم بتلقينه والطالب بحفظه.
ولتجاوز هذا السوء، أطلقت وزارة التعليم مشروع تطوير الرياضيات والعلوم في العام الدراسي 1427-1428 الموافق 2006-2007، والذي كان محور دراسة د. فهد الشايع ود. عبدالناصر عبدالحميد، حيث ذكرا أنه «في نهاية 2016 يكون قد أصبح هناك مناهج ومواد تعليمية مصاحبة وتعليم الكتروني لمواد العلوم والرياضيات لجميع مراحل التعليم العام وفق معايير عالمية وخبرات وطنية متطورة مهنيا داخل وزارة التعليم للوصول إلى مستوى عالمي متقدم في تعليم وتعلم والعلوم الرياضيات».
لكن ما قام به هذا المشروع ببساطة هو أنه ألبس مدارسنا بفكرها ونمطيتها وبيئتها الضعيفة ومعلميها غير المدربين ثوبا جديدا يحاول أن يخفي تلك العيوب، فخلال تطبيق سلاسل ماجروهيل المترجمة بقية النمطية هي السائد، والحفظ والتلقين هو المسيطر على الموقف التعليمي، والجانب المعرفي فقط هو الذي يتم التركيز عليه وقياسه، فالمشروع عمل على الحلقة الأضعف «الكتاب»، وترك بقية المكونات في الموقف التعليمي من قاعة دراسية وطالب ووسيلة تعليمية وأنشطة، وتدريب وتأهيل خاص ونوعي للمعلم لتطبيق هذه السلاسل قبل أن يكلف بتدريسها، وقبل ذلك كان يجب أن تعطى العلوم والرياضيات حقها الكافي من اليوم الدراسي في حصصه وأنشطته وبرامجه وميزانيته.
وزارة التعليم شاركت في دراسة TIMSS والتي تقوم بها الرابطة الدولية لتقويم الإنجاز التربوي (IEA)، وأرقام هذه الدراسة مراجع أساسي لدى الدول «الراغبة» في تطوير مناهجها في العلوم والرياضيات، فمتابعة نتائج مشاركات المملكة في هذه الدراسة تعطي انطباعا عن تحصيل الطلاب في العلوم والرياضيات قبل وأثناء وبعد «ثوب» ماجروهيل الجديد!
فكانت المشاركة الأولى للمملكة في (TIMSS2003) وحققت في العلوم المركز 39 من 45 دولة، وفي الرياضيات حققت المركز 43 من 45 دولة، وفي المشاركة الثانية (TIMSS2007) حققت في العلوم المركز 44 بين 49 دولة، وفي الرياضيات 47 من بين 49 دولة، هذه الأرقام كانت قبل مشروع التطوير، حيث دخلت المملكة بعد المشروع في دورتين، في (TIMSS2011) وحققت المركز (42 من 50) عالميا في العلوم، وفي الرياضيات نالت المركز (45 من 50) عالميا، وفي (TIMSS2015) شهدت تراجعا كبيرا، ففي الرياضيات للصف الرابع الابتدائي انخفض المركز إلى (46 من 49 دولة)، والصدمة كانت في الرياضيات للصف الثاني متوسط التي نالت المركز الأخير عالميا من 39 دولة، وفي العلوم للصف الرابع انخفض ترتيب المملكة عالميا إلى المركز (45 من 47 دولة)، والصف الثاني متوسط انخفض مركز المملكة عالميا إلى (35 من 39 دولة)، وصنفت المملكة ضمن الدول الأكثر انخفاضا عالميا في معدلات الإنجاز للعلوم والرياضيات ما بين دورتي 2011 و2015
عند بدء المشروع حدد عام 2016 لقطف ثماره والوصول لنتائج «سعودة» مناهج ماجروهيل العالمية، إلا أن نتائج دراسات TIMSS في الدورة الأخيرة لا تشعرنا بأي نجاح، بل تراجع كبير ومخيف في نتائج التحصيل، ولم نجد أي اهتمام لنتائجها طوال الدورات التي شاركت فيها المملكة أو محاولة تحسين المستوى التعليمي في العلوم والرياضيات، فالوزارة لم تهمل فقط الاستفادة من النتائج كتغذية راجعة في التحسين وبناء تعليم حقيقي للعلوم والرياضيات، بل إنها لم تنشر أي من هذه النتائج، وبقي موقع مركز الدراسات والاختبارات الدولية الوزاري كما هو بلا تحديث في المحتوى منذ 2010، والوزارة رغم ما تنفذه من برامج تطويريه طوال عقدين من الزمان ومشاركتها الدائمة في دورات TIMSS لم تستطع إخراج التعليم من «تقليديته»، مما جعل نتائج مشاركاته تجري للخلف ولا تتقدم للأمام!!