معرفة

الباكر: ليست الكوميديا وحدها من يصنع الممثل المسرحي

u0641u0647u062f u0627u0644u0628u0627u0643u0631
يمثل المخرج المسرحي القطري فهد الباكر أحد النماذج الجميلة للتعاون الخليجي في مجال الفنون والمسرح، حيث يحرص على الحضور والمساهمة الفاعلة في كثير من المهرجانات المسرحية في السعودية، بالإضافة إلى امتلاكه علاقات مميزة مع كثير من مسرحيي المملكة الرواد والشباب، نتج عنها كثير من الأعمال المشتركة، كما عرف بتجربته التفاعلية المستمرة مع المسرح السعودي. فهد الباكر تحدث لـ«مكة» عن إعجابه بالمواهب الفنية للشباب السعودي، رافضا ما يقال عن أن الممثل السعودي يمثل حالة خاصة، يجب أن تعامل على أنها ناقصة فنيا، بالنظر إلى أنه لم يتلق تدريبا أكاديميا على المسرح، حيث يرد بالقول «هذا خطأ فالممثل السعودي أثبت امتلاكه إمكانات جبارة جعلته يخطف الجوائز من أمام ممثلين ينتمون إلى دول عريقة في المسرح، ولدي مثال واضح على هذا وهو الممثل عبدالرحمن المزيعل». تطبيع التلفزيون وأشار المخرج القطري إلى أن المشكلة تكمن في أن التلفزيون السعودي بدأ قبل المسرح، مما جعل المسرحيين الشباب يتطبعون به في مرحلة كان يقدم فيها الأعمال الكوميدية بشكل خاص، فصار كل ممثل يريد تقديم الكوميديا على حساب المضمون، مضيفا «يجب على المسرحي أن يدرس الشخصية، وأن يسأل نفسه قبل كل شيء هل تتحمل الشخصية أو تتطلب أن تكون بهذه الطريقة؟ وما هي الأبعاد المادية والنفسية لها؟ لماذا يجب إظهار الشخصيات الجادة بصورة كوميدية وهزلية؟ هل المسرح يتحمل كل هذه الكمية من الهزل، والسؤال الأهم، هل يجب أن أكون كوميديا لأكون ممثلا ناجحا؟». المسرح فكر وأكد الباكر احتياج الممثلين لدورات وورش حقيقية، مضيفا «المسرح فكر وتمثيل وحركة، يجب أن يتأسس المسرحي على يد خبراء ميدانيين، الدورة ليست مجرد أن آتي له بنص وأطلب منه قراءته، بل أن أرى أداء الممثل وأعرف ما هي نواقصه، ثم أشتغل على تطويرها، الموجودون في الورش يملكون قدرات متباينة ويحتاجون إلى أصحاب الخبرة، وأعني هنا من لديهم أعمال ميدانية، من الخطأ أن آتي بناقد ليقدم دورة فهو سينظر فقط، في وقت سيعمل فيه الممثل ميدانيا، ولن يتطور إلا بتدريب تطبيقي بحت». وأوضح الباكر في هذا الصدد أنه «في دورات الكتابة ستحتاج إلى مؤلف، وفي السينوجرافيا يجب أن تأتي بخريج معهد عال للفنون المسرحية أو مهندس ديكور، أو مسرحي حاصل على جوائز مسرحية وله اسم معروف، كثير من الذين يدربون يؤسسون الشباب بشكل خاطئ، والذين بدورهم ينقلون معلومات خاطئة إلى غيرهم، أنت رسمت أول خط في ذاكرته وسيصعب مسحه فيما بعد، وسيحتاج فترة طويلة ليقتنع بالشيء الصحيح». وفي تتبع للأجيال المسرحية الشابة في المملكة، قال الباكر إن الجيل الأول جاء من التلفزيون، وكان يركز على الكوميديا، معتقدا أنها هي المسرح، بينما الكوميديا نوع من أنواع الدراما، وهناك أنواع غيرها، هذا الجيل نشأ على مشاهدة أعمال درامية مثل «طاش ما طاش» أو بدأ بتقليد ممثلين معينين، فيما بعد جاء جيل جديد متمرد على هذا التكوين الكلاسيكي، وهو يحقق حوائز، ولكن تنقصه الخبرة، وهذه مشكلة قد تجعله يكرر نفسه مع الوقت.