هل أنت مواطن صالح
الثلاثاء / 26 / ربيع الثاني / 1438 هـ - 19:45 - الثلاثاء 24 يناير 2017 19:45
هل أنت مواطن صالح، وبأي مقياس يقاس صلاحك، سؤال مضمون الإجابة مئة في المئة، وهو أن كل فرد تطرح عليه السؤال لن يتردد لحظة عن الإجابة أنه مواطن صالح بكل تأكيد، وواجبه أن يكون كذلك، وأن يقدم المثال والتضحية في سبيل الصلاح الذي سألته عنه، ولكن الصلاح عند كل شخص تطرح عليه السؤال سيكون إلى حد بعيد نسبيا، فقد ترى أنت أن صلاحك وصلاح المجتمع الذي تنتمي إليه هو المصارحة والمكاشفة والغوص في مشاكله والاهتمام به والسعي لصلاحه واستقامته بالجملة بلا تحديد، وتنظر إلى المجتمع كله وحدة واحدة وقد ترى واجبك المحيط الصغير من الناس حولك والقريبين منك مثل الجيران والمعارف والزملاء والإخوان الذين تربطك بهم صلة عمل أو قرابة.
وقد تكون متواضعا إلى حد بعيد فتلتفت إلى أهل بيتك ونفسك وتقول: الأقربون أولى بالمعروف، فتكون محدود النطاق ولا تتجاوز دائرتك القريبة إلا حين تتأكد أنك نجحت في المرحلة الأولى، وأصلحت ما تريد إصلاحه وأنت متأكد من ذلك وعالم به.
وقد تكون واسع النظر والطموح تريد أن تصلح الناس الذين يشاركونك الوطن الكبير ولا تكتفي بالمقربين منك ولا تقبل أنصاف الحلول في الإصلاح، تريد من الموظف أن يكون مخلصا في عمله منجزا لما يؤكل إليه صادقا في أمانته لا يؤخر عمل اليوم لغد، ومن الطبيب المعرفة والتجربة والخبرة والسماحة والابتسامة عندما يقابل مريضا مهما كانت ظروف الطبيب وأحواله، هذا هو المثال عندك أو هذا هو ما تريد أن ترى عليه الناس ومثل ذلك تريد من المعلم والمعلمة في المدرسة وفي المعهد والجامعة أن يكونوا مثالا للعلم والاستقامة والتفاني في خدمة المهنة الكريمة مهنة التعليم والتربية والإخلاص وبذل ما يستطيعون بذله وشرح المعرفة والقيام على شؤون المجتمع كله، وتريد من المهندس والعامل في أي مجال أن يكون قدوة حسنة يرضيك أنت أيها المواطن الصالح ويعمل من أجلك كل هذه الأعمال التي ترى أنك محتاج إليها وإلى هؤلاء الناس الذين يقومون بها.
وتنتقد من يقصر في واجبه وتشن حملة قاسية على كل واحد من هؤلاء الذين مر ذكرهم تشكو من الطبيب الذي يأتي مريضه متجهما كالح الملامح منقبض الجبين قد لا يعلم أن ابتسامة الطبيب وحديثه إلى مرضاه وبشاشته في وجوههم تريحهم أكثر من وصفات العلاج وكيس الأدوية التي يحملها كل عائد من زيارة طبيب.
وترى صلاح الموظف أن ينجز عملك الذي تنتظر إنجازه وقد تتوقف مصالحك عليه ومصالح أكبر على أمر يتأخر كثيرا إذا لم يقم الموظف بالدور الذي تطلبه منه، وتريد من المعلم والمعلمة والمهندس والعامل وكل إنسان في مجال عمله ما تريده من الموظف والطبيب والمهندس وغيرهم ممن يقومون بخدمة المجتمع الكبير الذي أنت أحد أفراده، تريد أن يكونوا مواطنين صالحين وتقيس صلاحهم بقدر ما يقدمونه لك من خدمة وللناس كافة ما تحتاجه كلما احتجت واحدا منهم أفرادا وجماعات، لكنك نسيت شيئا مهما لم تذكره وأرجو ألا تنساه بعد اليوم، هو أن هؤلاء المواطنين الذين تسعى لصلاحهم وتقترح عليهم نموذج المواطن الصالح هم أنت، فقد تكون الطبيب وقد تكون الموظف أو المعلم والمهندس والعامل في أي مجال من مجالات الحياة الواسعة.
السؤال الآن بعد قراءة هذا المقال، هل أنت مواطن صالح أو نصف مواطن صالح أو أنت عثرة لا سمح الله في سبيل الصلاح الذي تريده من المواطنين وتسعى إليه، السؤال سهل لا شك بذلك، أما الجواب الذي تعرفه عن نفسك وعملك في محيط المجتمع الكبير فأرجو ألا يكون صعبا عليك.
marzooq.t@makkahnp.com