معرفة

أجاثا كريستي توثق تراث العراق مع زوجها

u0643u0631u064au0633u062au064a u0648u0632u0648u062cu0647u0627 u064au062au0623u0645u0644u0627u0646 u0627u0644u0635u0648u0631 u0627u0644u062au064a u0627u0644u062au0642u0637u0627u0647u0627 u0644u062au0631u0627u062b u0627u0644u0639u0631u0627u0642 (u0645u0643u0629)
تميزت روايات أجاثا كريستي بالغموض البوليسي والإثارة، ولكن لم تكن هذه موهبتها الوحيدة، إذ كشفت مجموعة صور عن موهبة أخرى للروائية البريطانية الشهيرة حينما رافقت زوجها عالم الآثار ماكس مالوان في أعمال الحفر السنوية له، والتقطت صورا مذهلة في الخمسينات عند اكتشاف المدينة العراقية المفقودة نمرود. وأوضح حفيدها ماثيو بريتشارد أنهم «كانوا يختفون في العراق أو سورية ويعودون في مايو أو يونيو، وكان الأمر بالنسبة لها لا يقل أهمية عن الكتابة، وكان دورها أن تذهب إلى مواقع الحفر مع زوجها وتساعده في التصوير مع التعامل مع القوى العاملة المحلية». ومن بين اكتشافات مالوان سلسلة من العاج بما في ذلك وجه امرأة يطلق عليها موناليزا نمرود والذي استخرج بصعوبة من البيئة الموحلة. وأوضحت عالمة الآثار البريطانية التي عملت مع مالوان، جورجينا هيرمان بحسب الديلي ميل أن «كريستي أمضت ساعات في تجفيف القطعة بكريم الوجه الخاص بها، واكتشفت عددا من القطع العاجية الأخرى وكانت كريستي سعيدة بتجميعها، وهي من محبي الألغاز والكلمات المتقاطعة وكانت تضع كل القطع المكتشفة بجانب بعضها». واكتشف علماء الآثار عددا من القطع الأثرية بجانب القطع التي صورتها كريستي بما في ذلك مقابر الملكات، والتي ضمت مجوهرات وذهبا وألواحا حجرية منقوش عليها معاهدات وسجلات المعبد. وبنى مالوان حياته المهنية على الحفريات في الخمسينات في نمرود، والتي نجت لمدة 3 آلاف عام حتى أصبحت أنقاضا حاليا بعد أن حطمها متطرفو «داعش» العام الماضي، وكانت كريستي هناك حينها لتوثيق عمل زوجها، ووجد علماء الآثار هياكل عظمية لأكثر من 100 جثة بعضها مكبل وربما تكون رفات أسرى في الموقع عند نهب المدينة عام 610 قبل الميلاد، وحظيت كريستي باهتمام بتوثيق ثقافة الشرق الأوسط، ويتضح ذلك في روايتيها «الموت على النيل» و»جريمة في بلاد ما بين النهرين». ويعد كتابها غير الخيالي بعنوان «تعال وأخبرني كيف كنت تعيش» عن سلسلة من الحفريات في سوريا خلال الأربعينات دليلا على حبها للمغامرة والسفر والمواقع الأثرية الحضارية، وكتبت في نهاية عام 1944 «إن شاء الله سوف أذهب إلى هناك مرة أخرى وأتمنى ألا تكون الأشياء التي أحبها اختفت من هذه الأرض»، ومن المرجح أن تحزن كريستي ومالوان عند معرفة ما آلت إليه المدينة القديمة الآن، حيث تحطم عدد من الهياكل التي عملوا بلا كلل لكشفها على أيدي متطرفي داعش، وكشف الحفيد ماثيو أن «الأمر بالنسبة لهما سيكون مأساة، إذا كانت جدتي على قيد الحياة ورأت الصحف لهذا الأسبوع فلن يمكنها التعرف على الأماكن التي كانا يعملان ويعيشان فيها». وسيطر مقاتلو «داعش» على الموقع بالقرب من الموصل عام 2014، وفي عام 2015 حطموا الثيران المجنحة التي تحرس المدخل، وفجروا القصر الشمالي الغربي حيث قدم مالوان أهم اكتشافاته، وعلى الرغم من تحرير المدينة الشهر الماضي من المتطرفين إلا أن الموقع تحول إلى ركام بدون حراسة، مما جعله عرضة للنهب.