الرأي

من أسئلة الاختبارات الطاااااازة!!

بعد النسيان

مع كل ملحمة أمنية كملحمة (جبران عواجي) و(نادر الشراري).. لحظة.. فاصل: أحدهما من أقصى الجنوب، والآخر من أقصى الشمال، وجمعهما الوطن في عاصمته الأبية!! ونواصل؛ فنقول ونعيد ونزيد: مع كل ملحمة أمنية يفرض الجانب الفكري نفسه؛ بوصفه الشجرة التي ما تزال باقية وتتمدد، تطرح هذه الأحزمة الناسفة من أصلابنا وأرحامنا!! ولقد صغنا هذا التساؤل في قصيدة (كتبتنا) تحية لأستاذ المدينة المنورة (عبدالوهاب محمد زمان)، وقد عبرت ذكرى رحيله الأولى قبل شهر، كما تعبر الدمعة في (الأعماق)؛ ولكن القصيدة كانت بمناسبة تقاعده (2006)، ومنها السؤال الذي غرسه المجرمون في خاصرة الوطن: أرهبونا من ظلنا أرهبونا ** شكَّكُونا في الأمنِ والمأمونِ كيف من بيننا تحلَّوا وحلُّوا ** اختلاسًا مثل الرجيم اللعين؟ ليت شعري (هل للمدارس دورٌ)؟؟ ** تسألُ الثكلى جرحها؛ فاسفهوني!! وكيف يمكن أن تقنع وزارة التعليم بخطورة هذا الفكر المتسرطن في كل خلية منها، وما كُتب عن (وحدة التوعية الفكرية /‏ حصانة) لم يجف حبره بعد؟؟ أما المقررات فقد أجريت عليها تعديلات واضحة، فخف الاحتقان ضد اليهود والنصارى وغيرهما، وبقي تكفير وتفسيق وإقصاء بعض المذاهب الإسلامية! ولكن الأدهى والأمر هو أن التعليم عندنا يقوم منذ (1980) بتجهيل ممنهج يحرِّم (التفكير) ويجرِّم من يحاول أن يستخدم عقله في مسألة الولاء والبراء ـ مثلًا ـ فيجد أن أقصى موالاة للكفار هي التخابر معهم وكشف أسرار المسلمين العسكرية، وهو ما اقترفه الصحابي المؤمن (حاطب بن أبي بلتعة) فغضب (الفاروق عمر) ووصفه بالكافر واستأذن النبي الأعظم في ضرب عنقه! فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه من أهل بدر، وما أدراك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم»؟! ثم نزل القرآن العظيم مؤيدًا للرسول الأمين؛ فلم يأمر بعقوبة لهذا الفعل، ولم يجرِّد حاطبًا من إيمانه! بينما جعلت كتب التوحيد (فيذا) مجرد (التشبه) بالكفار أو مجاملتهم في أعيادهم ناقضًا من نواقض (التوحيد)؛ استنادًا على موقف سيدنا عمر!! فأين ما قال الله وما قال رسوله؟! ومن يقبل بمثل هذا التناقض السافر، لن يشكك في خرافة (عبدالله بن سبأ)؛ ولن يجد فرقًا بين (التشيع) السياسي، والتشيع (الفقهي)؛ ولن يصدق أن أكبر أئمة السنة (أبا حنيفة) مات في سجن (المنصور)؛ بتهمة (التشيع)!!!!