معرفة

اليوم الأخير يتساءل: متى يكرم الفنان في حياته؟

u0639u0631u0636 u0627u0644u064au0648u0645 u0627u0644u0623u062eu064au0631 (u0645u0643u0629)
طرح عرض «اليوم الأخير المقتبس» من نص موت المغني فرج جملة من الإشكالات الثقافية التي تظهر حب الفنون لكنها لا تعترف بالفنان في حياته، ولا تحتفي به إلا بعد رحيله، مفارقات تم تجسيدها مساء أمس الأول على مسرح كلية المدربين التقنيين بالرياض، ضمن العمل الذي قدمه مكتب الهيئة العامة للرياضة بالرياض، في مهرجان الفرق المسرحية الرابع. العرض من إعداد فهد الجريس وإخراج بندر الحازمي، وجسد الفنان مجاهد العمري فيه شخصية المغني الذي يعيش نهايات عمره وقد فقد حبه للطرب، وفي حين تطرح المسرحية سؤالا (هل نتخيل الحياة بلا فن؟) ينزوي الفنان البطل في ركن من الاكتئاب طالبا من الجميع الابتعاد عنه وعدم البحث عن حنينهم في أوجاعه. تضمن العمل بناء حالة طربية في أجواء المسرح، حيث كانت الإضاءة وأصوات الطبول تأتي من مناطق متعددة داخل المسرح ومن مقاعد الجمهور، كما شاركت فرقة موسيقية من المقاعد الخلفية في العرض، لتشكل بدورها جزءا من الفكرة التي طبقتها المسرحية في إلغاء الحدود بين الخشبة والحضور. شهد العرض تقديم ما يشبه الخط الزمني المتواصل، حينما طبق مشهد فلاش باك، يعود بالمغني فرج إلى أيامه في مجال الطرب، حيث يغني «طير الطرب طار» بالطريقة التي اعتادها في ذلك الوقت متأنقا، مستعيدا وهجه من الانطفاء ووجهه من الشحوب، ولكن معنى هذه الأغنية يتحقق تدريجيا في أداء الفنان الذي يذوي أثناء أداء الأغنية حتى يدخل شيئا فشيئا في حالة غضب عارمة يواكبها توقف اللحن المصاحب، لينتهي مرتميا بألم عميق على خشبة المسرح.