معرفة

سعودية تستعيد بصرها بعد جراحة ناجحة بالمخ

استعادت سعودية في الخامسة والثلاثين بصرها، بعد أن عاشت تجربة أليمة بانعدام الرؤية بشكل شبه كامل، وبعد مراجعتها لعيادات العيون وعمل الفحوص اللازمة، تبين سلامة العينين، وترجيح وجود ورم بالمخ يؤثر على العين، لذا تم إحالتها لجراحة المخ والأعصاب. وأوضح الدكتور أحمد لاري استشاري ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى المركز الطبي الدولي بجدة أن أشعة الرنين المغناطيسي أظهرت وجود ورم عميق ضاغط على عصب العين متسبباً في انعدام الإبصار. وبحكم تخصصه في جراحات أورام المخ، أشار الدكتور لاري إلى أنه وفي مثل هذه الحالة ذات العلاقة بالقدرة على الإبصار، كان لا بد من إجراء عاجل جداً يضع في الاعتبار أن الضغط على عصب العين لو استمر لفترة 6 أسابيع فإن إمكانية استعادة البصر من جديد تكون شبه منعدمة، لذا لم تكن هناك أي إمكانية للانتظار، حيث كل يوم يمر على المريضة يزيد من مخاطر التأثر السلبي للعينين مدى الحياة، لذا كان هناك تعجيل غير اعتيادي وعدم انتظار موعد مجلس الأورام الأسبوعي الذي كان من المقرر أن ينعقد بعد أيام وفق جدوله المعتاد لمناقشة الحالات الخاصة بالأورام من قبل كافة الأطباء المعنيين، إلا أنه تم التواصل معهم بشكل عاجل وأبدوا كل الدعم الممكن لإنقاذ المريضة. وأضاف الدكتور لاري أنه تم استئصال الورم، وكان من النوع الحميد بفضل الله، مبيناً أن استراتيجية مثل هذه الجراحات عادة تكون متمثلة في الحفاظ على البقية الباقية من مستوى الرؤية القائم، مستدركاً بأن النتيجة كانت بفضل الله وكرمه على أفضل ما يكون للمريضة وعائلتها، حيث أبصرت النور ولله الحمد في صباح اليوم التالي للجراحة مباشرة. وأكد د. لاري على ضرورة عدم الاستهانة بأي عرض وعدم التباطؤ في التعامل معه، لأن عنصر الوقت يكون مصيرياً في العديد من الحالات، وحذر أيضاً من أن وجود مرض ما مع أعراض قد يمكن احتمالها قد يغري بالصمت، وهو شيء ليس في صالح المريض مطلقاً، مشدداً على أن التدخل الطبي مهم للغاية، حيث إن استرداد ما فُقد كما في هذه الحالة يعتمد أكثر ما يكون على عنصر الوقت، إضافة إلى أن الورم يتطور ويذهب في اتجاهات جديدة تؤثر على وظائف أخرى مختلفة من الجسم. وقلل من مخاوف الكثيرين من جراحات المخ، قائلاً إن أي ورم في الرأس حالياً له حلول، وأنه مع التقنيات الجديدة في جراحات المخ أضحى هناك علاج فعال للكثير من المشاكل. من جهة أخرى، أعربت المريضة وزوجها عن عميق شكرهم للدكتور لاري، لما لمسوه بوضوح من تعامل إنساني وتبني الحالة كأنها لأحد أفراد أسرته وتعجله الشديد بإجراء الجراحة رغم عدم وجود أي ترتيبات مسبقة لذلك، مما ساهم في إنقاذ المريضة التي هي أم لستة أطفال، وبالتالي أعاد الحياة للأسرة بكاملها.