منذ ديسمبر (2015) والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (فيذا) تعرف أن (ست البلدان) ستكون عاصمة السياحة الإسلامية لعام (2017)، ومع ذلك لم تعلن ـ حتى كتابة هذه الـ(بعد نسيانية) ـ برنامجًا محددًا يليق بهذه المناسبة!!! وتأكيدًا لذلك نشرت صحيفة (الوطن) في عددها أمس، قائلة على مسؤولية الزميل (سعد الحربي): «تحفظت هيئة السياحة والتراث على الإعلان عن تفاصيل فعاليات المدينة المنورة عاصمة للسياحة 2017 واقتصر حديثها على برامج متلفزة، فيما ضربت وعودا للصحف الورقية للحديث عن تلك البرامج»!! ويبدو ـ ويبدو فقط ـ وربما ـ وربما فقط ـ أن المدينة المنورة موعودة بالخذلان من جديد؛ كما خذلها أبناؤها في مناسبة اختيارها (عاصمة للثقافة الإسلامية 2013): فاستغرقوا (9) أشهر ـ فترة حمل بالمعنى الحرفي ـ ليتمخضوا عن (الشعار) فقط! وكان مربط المخاض: هل (يجوز) شرعًا وضع (القبة الخضراء) في الشعار؟ أم أن ذلك بدعة تصم المدينة النبوية بالصوفية (القبورية)؟ ورغم أن رئيس اللجنة المنظمة كان (صالح المغامسي) بجلالة قدره وعلمه؛ إلا أن الرأي الفقهي المتشدد فرض آيديولوجيته الإقصائية، واعتمد الشعار بدون (القبة الخضراء) التي أصبحت علامة فارقة لعجوزنا المسكينة، وجاء (اللوغو) وكأن المناسبة لا تمت إلى المدينة بصلة!! طيب.. حطوا قبة (الشورى)؛ ليبدو وكأن المصمم كان في الرياض؛ فحجبت عنه كل قباب المدينة!!! أما الثلاثة أشهر الباقية من (2013) فقد أعدت اللجنة المنظمة خلالها حفلًا خطابيًا منبريًا، منقولًا بحذافيره عن تلك المخيمات التي كرستها في ثقافتنا الحركة (الصحيونية)، تحت نشيد (مؤامرةٌ تدور على الشبابِ)!! وقبل يوم واحد من تدشين (المسيرة) الاحتفالية، التي كان مقررًا لها الانطلاق من مسجد (قباء) ـ أول مسجد أسس على التقوى ـ أعفي المسؤول الراعي للمناسبة كلها من منصبه! وإلى اليوم والزميل (أبو عيون وساع) يردد على لسان أحد المعلمين: لقد ذهب (القطار) بأم عمروٍ ** فلا رجعت ولا رجع القطارُ!! ولكن الخذلان هذه المرارة سيكون أكبر وأنكر؛ لأن الجهة المنظمة هي (الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني)؛ وهي ـ كما قلنا كثيرًا مريرًا ـ الجهة الرسمية الأكثر احترافية ومهنية في المملكة بعد شركة (أرامكو)! فهل يعترف الزميل القدير (ماجد الشدي) ـ مدير الإعلام وعلاقات الشركاء بالهيئة ـ بأن البيروقراطية تمكنت من مفاصلها؟ أم يفاجئنا بخطة علمية مدروسة تليق بعاصمة الإسلام الأولى في كل شيء؟؟؟؟؟؟ so7aimi.m@makkahnp.com