الرأي

الانتخابات وما يطلبه المعززون!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
وفي اليوم الأخير من سنة ست عشرة وألفين من التقويم الميلادي تم انتخاب رئيس جديد للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وقد تابعت هذه الانتخابات بشغف وتركيز شديدين لأني أحب هذه «اللعبة»، أعني لعبة الانتخابات وليس لعبة كرة القدم. ولم أكن مهتما بمعرفة من سيفوز لأن هذا الأمر لن يغير شيئا، فأيا كان الفائز سيجد من يشتمه آلاء الليل وأطراف النهار، وسيجد من يعد وجوده أبرز إنجازات البشرية بعد اكتشاف الكهرباء والأنسولين. ومشكلة انتخابات اتحاد كرة القدم معقدة أكثر من أي انتخابات أخرى لأسباب عدة، أهمها أننا مجتمع حديث عهد بفكرة الانتخاب عموما، ولولا أن الفيفا فرض علينا هذه الممارسة لما قبلنا بهذا الانحراف عن الفطرة الذي لا يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا. ولذلك فإن فكرة القبول بالفائز والتعاون معه تبدو فكرة غير منطقية لدى الفريق الذي خسر هذه الانتخابات. ولو أن الأمر يقتصر على عدم التعاون فقط لكان أمرا مقبولا ويمكن تفهمه، لكن الفائز بالانتخابات على موعد مع الاتهامات والتشكيك في ذمته وأمانته، وسيقال عنه ما لم يقله مالك في الخمر ـ وأنوه مجددا أني لا أعلم ما الذي قاله مالك عن الخمر. وهذا الأمر يوضح السبب الآخر الذي يجعل انتخابات اتحاد كرة القدم أمرا معقدا، وهو أن الإعلام الرياضي سيكون هو المعني بالنقد وبالحديث عن الاتحاد ورئيسه وأعضائه. وهذه معضلة أكبر من الأولى، فهؤلاء في مجملهم ـ إلا من رحم ربي ـ مجموعة من الجهلة المتعصبين الحمقى قليلي الوعي والفهم حتى في كرة القدم نفسها، معيار العدالة عندهم هو ما يطلبه «المعززون». وعلى أي حال.. أهلا بالرئيس المنتخب، وشكرا للرئيس المنتهية ولايته الكابتن القدير والخلوق والمحترم أحمد عيد، الذي كان غريبا في هذا الوسط كأنه صالح في ثمود. لكن قدره وقدر من سيأتي بعده أنه سيتعامل مع إعلاميين يؤمنون بالسفالة كأسلوب حياة، ليست لديهم مشكلة في التلون والتغير والتناقض وسعة الوجه. algarni.a@makkahnp.com