معرفة

الشدوي: رقصات الجنوب بدأت بالضجة والإيقاع نظمها

u0627u0644u0645u0634u0627u0631u0643u0648u0646 u0641u064a u0627u0644u062du0644u0642u0629 u0627u0644u0646u0642u062fu064au0629 (u0645u0643u0629)
افترض الناقد علي الشدوي خلال ورقة قدمها أمس الأول بالحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي بعنوان (رقص الجنوب) أن العرضة واللعب والمسحباني بدأت بما يشبه الهيولي؛ بمعني ضجة وضجيجا كما هو معنى كلمة (صدّة) ليتاح ما ليس متاحا في الحياة العادية ثم نظمت هذه الضجة والضجيج في شكل بنية. وأضاف الشدوي : «وما كان ممكنا أن تنتظم إلا بواسطة الإيقاع. إنني أشعر أن هذه الفرضية يمكن أن توصف بالمعقولة أكثر مما يمكن أن توصف بالعكس، لا سيما إذا تذكرنا أن شكل هذه الأداءات أي بنيتها يمكن أن نعبر عنه بمفاهيم كالإيقاع والتناغم والانسجام، وأن تشويهها هو عدم الخضوع لهذه المفاهيم؛ أي حين ينتهكها المؤدون». مؤكدا أن العرضة فن أنتجه الناس من دون أي مؤثر فوق بشري، فالعرضة رغبة الناس في أن يبتهجوا، وأن يجعلوا العالم الذي يعيشون فيه أكثر بهجة. وقدم الشدوي خلال المحاضرة مقاربة اجتماعية وثقافية لفكرة الجنوب الجمالية. ويعني بالجنوب ما كان يسمى قضاء الظفير، ويسمى الآن إداريا منطقة الباحة . وهو مكان يقع بين خطي طول (41 - 42) شرق خط جرينتش من جهة، وبين دائرتي عرض(20 - 21) شمال خط الاستواء من جهة أخرى. أما فكرة الجنوب فيعني بها الفكرة الجماعية التي تحدد هوية الجنوبيين الجمالية الذين يسكنون هذه المنطقة، وقصد بفكرة الجنوب الفنية تجربة الجنوب الفنية المتمثلة في أداءاته الفنية وهي: العرضة واللعب والمسحباني. ونبعت هذه المقاربة بحسب ما طرح الشدوي من افتراض هو أن الجنوب بالمعنى السابق لا يقتصر على كونه موجودا جغرافيا بين خطي طول ودائرتي عرض، بل أن نأخذ مأخذ الجد الملاحظة التي أبداها المفكر الجغرافي المصري جمال حمدان التي تقول بشخصية الأقاليم، وأن نطبق هذه الملاحظة ليس فقط على الجنوب من حيث هو مكان؛ إنما أيضا على مجاله الجمالي من حيث هو إقليم؛ فالجنوب إقليم جغرافي، وكيان تاريخي. والأهم أنه فكرة جمالية وتقاليد ثقافية لها خصوصيتها . وقال الشدوي تؤدى فنون الجنوب المركزية كالعرضة واللعب والمسحباني في الأفراح والمناسبات، ويمكن أن تؤدى هذه الفنون في أي مكان ماعدا المقابر والأمكنة الدينية. وتسمى الجماعة التي تؤدي العرضة (عرّاضة) وإذا ما رقص واحد منهم في وسط الدائرة أو شبه الدائرة التي كونتها الجماعة فيسمى محمّلا، وأداة الإيقاع التي يضبطون حركاتهم عليها تسمى الزير. والرجل الذي يدق الزير يسمى ( النقّاع )، وتختلف المسميات من قرية إلى أخرى. وأضاف :»لكل فن من هذه الفنون شكل أداء؛ يختار الفرد العرضة أو اللعب أو المسحباني ، ثم يفصل سلوكه أثناء الأداء عن سلوكه الآخر خارج الأداء أي أن هناك بنية تحكم هذه الأداءات الفنية الجمالية».