في السادس من أغسطس عام 1945 قصفت الطائرات الأمريكية مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية الأولى، بعدها بثلاثة أيام في التاسع من أغسطس قصفت مدينة ناجازاكي بالقنبلة الذرية الثانية، وعلى الرغم من مضي عقود على هاتين الحادثتين، إلا أن هناك خرافات شائعة حولهما لا أساس لها من الصحة ذكرتها صحيفة واشنطن بوست، هي: 1 القنبلة أنهت الحرب اعتمد كثير من الأمريكيين على مفهوم أن استسلام اليابان عام 1945 جاء نتيجة لقصفها بالقنبلة الذرية، ولكن محضر جلسات الحكومة اليابانية في ذلك الوقت يكشف أن إعلان الاتحاد السوفيتي الحرب على اليابان في 8 أغسطس ربما كان أعظم وقعا على طوكيو من القنبلة الذرية، يقول المؤرخ تسويوشي هاسيجاوا في كتابه سباق العدو إن الهجوم السوفيتي هو ما أقنع القادة السياسيين بإنهاء الحرب وليست القنبلة الذرية. 2 القنبلة أنقذت حياة نصف مليون أمريكي كتب الرئيس الأمريكي السابق ترومان في مذكراته بعد الحرب أن القادة العسكريين كانوا قد أخبروه أن نصف مليون أمريكي سيلقون حتفهم في عملية غزو اليابان. المؤرخ بارتون برنشتاين ذكر أن لجنة الحرب الأمريكية المشتركة توقعت في منتصف يونيو 1945 أن عملية غزو اليابان والتي كان مقررا لها أن تبدأ في أول نوفمبر ستكلف أمريكا عددا من الخسائر. وكان ترومان سيواجه السخط الأمريكي لو لم يستخدم القنبلة الذرية على الرغم من جاهزيتها. 3 البديل الوحيد كان غزو اليابان الحقيقة أنه بجانب استمرار القصف التقليدي والحصار البحري لليابان فقد كان هناك خياران آخران درسا في ذلك الوقت. البديل الأول كان استعراض القنبلة الذرية بتفجيرها على جزيرة غير مأهولة أو في الصحراء أمام عدد من المراقبين من اليابان ودول أخرى قبل استخدامها فعليا، البديل الثاني كان القبول باستسلام مشروط لليابان. 4 إنذار اليابانيين قبل إلقاء القنبلة الذرية كانت الطائرات الأمريكية تلقي منشورات على المدن اليابانية لتتيح الفرصة للمدنيين لإخلائها قبل قصفها، حذرت المنشورات من دمار عاجل وشامل ما لم تستجب اليابان لذلك الأمر. هذه الأفعال جعلت كثيرين يعتقدون أن المدنيين حذروا من القنبلة الذرية قبل استخدامها. وحقيقة الأمر مخالفة لذلك الاعتقاد، فلم يحذر أهالي المدن التي اختيرت كأهداف للقنبلة الذرية على الإطلاق. 5 ورقة ضغط رابحة على روسيا توقيت استخدام القنبلة لاكتساب ميزة دبلوماسية على روسيا وأنها كانت ورقة ضغط رابحة على روسيا في مرحلة مبكرة من الحرب الباردة. صناع السياسة الأمريكيون كانوا يأملون أن تنهي القنبلة الذرية الحرب ضد اليابان قبل انضمام السوفييت للصراع، مما قد يمنح الروس دورا مؤثرا في تسويات ما بعد الحرب. في واقع الأمر، التخطيط العسكري هو الذي أملى توقيت استخدام القنبلة الذرية، فالأوامر كانت باستخدام القنبلة فور جاهزيتها.