الرأي

تكلموا معنا لا من خلفنا!

يبدو لي أن الاستياء والخوف من النشر والفضيحة رسالة تعني «تكلموا معنا لا من خلفنا»، وهي رسالة مثالية على المستوى الشخصي تعتبر «نصيحة» إن قدمتها بشكل سري، و»فضيحة» إن قدمتها بشكل علني مع أن المحتوى نفسه. ما أود ذكره هنا فقط أن الفضائح المنشورة يوميا عن المسؤولين والمشاهير ونحوهم تعتبر فضيحة لا نصيحة ولا انتقادا بناء، ولماذا تعتبر هكذا، والمراد منها الإصلاح والتغيير لا الشماتة ولا أية مقاصد سيئة؟ فالإجابة بالطبع كما هو عند الطابع الشخصي. لكن المشكلة هنا أننا لا نستطيع نصحهم ولا مساعدتهم بالاقتراحات بشكل سري فنلجأ للفضيحة لا للنصيحة! والمصيبة العظمى أنهم على علم ودراية بذلك، وتصلهم الفضائح لكن لا يزيدهم ذلك إلا عنادا وإصرارا وتبريرا! وبهذا أصدرت عقوبة بشأن «الفضائح» تنص على التشهير فقط وهي كفيلة بالردع، خاصة أن لها تأثيرا سلبيا كبيرا على النفسية، وهي موازنة تماما لجريمة «الفضيحة»؛ لكني أعتقد أنها خاصة لنوع معين وهي الفضائح المتعلقة بعصيان الله ونحوه وليست لعدم احترام القوانين الوضعية. فمن منطلق عدم جدوى تلك الأنواع من المواضيع السلبية المتداولة دائما علينا نحن ككتاب أن نوحد الصف وننتقل للخطة «ب» ألا وهي أن ننشغل بأنفسنا ونصلحها ونوحد كلماتنا لتسطر ما يهم المجتمع وأفراده، وأن نتواصل معهم وأن نكتب لأجلهم ومعهم وأن نحاول السيطرة على السلبيات ونعزز من الإيجابيات ونزيد منها، فمحاولة تغيير العالم تبدأ من تغيير النفس وها أنذا سأبدأ بنفسي، وذلك من خلال المقال القادم بإذن الله تعالى.