الرأي

آمنت بسيدنا المسيح!!

بعد النسيان

لطالما قلنا عن الدكتور (عائض القرني): إنه فنان حقيقي «لخبط» طريق مسرح (المفتاحة)؛ ليجد نفسه في مسجد (أبي بكر الصديق) في (أبها)! وأنه ممثل متمكن من فئة (عبدالله غيث)، لكنه وجد الفرصة في منبر الخطبة، واعظا يحرض على (الجهاد المقدس)؛ الذي أعلنه الملك (فهد بن عبدالعزيز) ولي الأمر الشرعي آنذاك!! ولكنه تقمص دوره بإخلاص لا يستغرب من فنان صادق؛ وواصل ترديد البيت الشهير لسيدنا (نزار): «يا ابن الوليد أما سيف تؤجره»؛ رغم إعلان ولي الأمر الشرعي انتهاء الموجب للجهاد في أفغانستان! فكان لزاما أن يدخل في خلوة تامة، تشعره بانتهاء دوره، وانتقاله إلى مرحلة جديدة يمثل فيها دور المؤلف الحكيم؛ فكان كتابه (لا تحزن)، وهو أصلي غير مسروق، ولكن أفكار (محمد الغزالي) في كتابه (جدد حياتك) الذي قال في مقدمته: «إنه مجرد (أسلمة) لكتاب (دع القلق وابدأ الحياة) للنصراني الماسوني العلماني الليبرالي اللاديني (دانيال كارنيجي)»! تلك الأفكار تلبست بعائض وهو في الخلوة «اسم الله علينا»، حتى أصبح (لا تحزن) أول كتاب عربي يحطم في المبيعات أكثر من (مليون نسخة)؛ متجاوزا جميع كتب الطبخ والحبة السوداء إلى اليوم!! ولكن أبا عبدالله ـ غفر الله له ولوالديه ـ لم يستطع خلع عباءة (الصحوة)، وما زال عالقا في المنطقة الرمادية بين الفن والوعظ، رغم مناشدتنا إياه، برسالة في صفحة (50 في 50) في مجلة (اليمامة) تقول: «أنت تعرف حديث المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها؛ فما تقول فيمن يحبس بشرا فنانا بين أضلاعه»؟؟ ويبدو أن رسالتنا وصلته أخيرا؛ فها هو يظهر في (فيديو كليب) بعنوان (آمنت بالمسيح) بدون (مشلح الوعظ)، ويلقي أبياتا هي أنضج ما جادت بها قريحته! ولا غراب ولا غرابة؛ فهو يعرف أن المتلقي هو الذي يصنع الرسالة؛ وجمهوره اليوم يختلف عن جمهور (أبي منقاش)، ومعجباته من البيض، الصفر، الشقر، الحمر، العطر، الكاسيات، العاريات، كأسنام (البخت)؛ ولسن من الشقح، الملح، الوضح في مزاين (أم رقيبة)!! وللأمانة الفنية الخالصة؛ فإنه يحق للدكتور (عائض) أن يفخر بهذا العمل المتميز فكرة وشعرا و(توقيتا)، ولو قام بتلحينه ما اختار هذا اللحن الكئيب في هذه المناسبة السعيدة!! ولأتباع سيدنا المسيح ـ عليه وعلى سيدتنا العذراء أفضل الصلاة والسلام ـ نقول: ميري كريسماس!! so7aimi.m@makkahnp.com