الرأي

ابن نايف ووزارة الداخلية.. للاقتداء والاتباع

هي ليست مجرد وزارة سيادية من نوع خاص يقود مسيرتها رجل من نوع خاص. ومهما كتبنا من كلمة خاص عن وزارة الداخلية فإننا سنطيل ونعيد ونزيد، الأمن والأمان والرخاء والنماء. ومهما ـ أيضا ـ تحدثنا عن حادي الركب محمد بن نايف فإن الحديث يطول ويتشعب، ويأتي ولا يذهب، ولي العهد الأمين القائم بالعهد على حفظ الوطن بتوفيق الله من كل سوء وشر وفساد. الحديث اليوم ليس عن الأهمية في العمل والهرمية في السيادة، بل الحديث عن وزارة من وزارات الدولة وخدماتها تجاه المواطنين والمقيمين والزائرين، كل على حد سواء، تسهيل الخدمات وتسريعها. واليوم نقف على أبواب محطة جديدة أعلنتها وزارة الداخلية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقات. أقول، وأنا أشرح الخدمة التي أحدثوها وطبقوها، شكرا لسعادة مدير عام الجوازات، موصولا منه لسعادة مدير جوازات الرياض، حيث تم إعداد كاونتر خاص لذوي الإعاقات، دون الحاجة لصاحب الإعاقة أن ينزل من سيارته، هذه هي الفكرة الرئيسية التي لطالما تحدثنا بها والتي تبناها سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وأساسها أن ندمج ذوي الاحتياجات والإعاقات في المجتمع، ليخدموا أنفسهم بأنفسهم من خلال تأهيل مجتمعنا وتمكينه لهم. مجرد أفكار بسيطة تعطي نتائج كبيرة. كاونتر بسيط منخفض مثل صرافات البنوك لا يحتاج معه ذو الإعاقة أن ينزل أو يبحث سائقه عن موقف للسيارة، يخدم نفسه وينجز عمله ولا يؤخر غيره أو يتأخر هو. ببساطة هذا هو لب مفهوم سهولة الوصول الشامل الذي نحمل رسالته وأمانته. وزارة الداخلية تشد كل من يدور حول حماها، فكيف بمن دخل أبوابها. اليوم والعالم كله يمر بظروف صعبة ودقيقة وحساسة وخطيرة جدا، والكل يلعب بالكل، والأعداء يتربصون بأمننا، آملين إنهاء حالة «اغلق بيتك ونم مرتاحا» التي نعيشها في المملكة. في ظل هذه المخاطر كلها والتحديات وما يدور حولنا في العالم حين يوجه محمد بن نايف رجالاته في الداخلية أن عليكم أن تساعدوا ذوي الإعاقات من خلال أفكار إبداعية، وأن يطلع عليها ويقرها، وأن يعمل رجالات الداخلية على تحقيقها، فهذا كله مؤشر يدل على كم نحن في نعم من نعم الله لا تستوجب إلا الحمد والشكر. ذوو الإعاقات ـ وما زال منهم من يسمى بالمعاقين، ومظلتهم ذوو الاحتياجات الخاصة ـ ما زالوا ينتظرون المزيد من الأفكار الإبداعية التي تسهل حياتهم، وتمكنهم من عيشها دون الاعتماد على الآخرين. ما نريده اليوم أيضا الاقتداء من بقية الوزارات والمؤسسات، سواء في القطاع العام أو الخاص. أمر بسيط، كاونتر بسيط يخدم مواطنا بسيطا، فيفرح الوطن ويرضى الله عز وجل. إن لم يكن الاقتداء بالفعل نفسه فكم أتمنى أن يكون الاقتداء بمن صنع الفعل، محمد بن نايف. نعم اقتدوا بمن جعل مسيركم وحلكم وترحالكم أمنا سالما، بأن تتبعوه بصنيعه، وإن زدتم عليه وقدمتم الأكثر فكونوا على ثقة أنه يفرح، بل ويسعد كثيرا، لهذا أختم وأقول بانتظار وزارات ومؤسسات أخرى نكتب عنها ونشكرهم.. فهل من مستجيب؟