أعمال

الوقود الرخيص كبد الدولة مليارات تبني 500 مشفى و5 آلاف مدرسة

رسائل إيجابية بعث بها وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح خلال وقائع مؤتمر الميزانية العامة للدولة، أكد خلالها أن أسواق النفط العالمية بدأت تخرج من فترة الانكماش وتفاوت الأسعار التي سيطرت عليها في عام 2016، مبديا تفاؤله بأن العام المقبل سيشهد تعافيا لسوق النفط العالمي، مبينا أن متانة الاقتصاد السعودي والكفاءة المالية مكنتا البلاد من الخروج من هذه الأزمة باقتصاد قوي ومتين، وهي التي سبق لها أن مرت بأسوأ من فترة الانخفاض الحالية. غير أن الفالح ومقابل هذا التفاؤل، أعطى أرقاما صادمة حيال زيادة الاستهلاك المفرط الذي تشهده السعودية من الطاقة نظرا لرخص أسعارها، مبينا أنها تنفق مليار برميل مكافئ من الطاقة سنويا، لافتا إلى أن استهلاك الطاقة تضاعف مرتين ونصف المرة خلال الـ15 عاما الماضية، وأن الفرد في السعودية يوازي في استهلاكه من البنزين 4 أضعاف ونصف الضعف معدل الاستهلاك العالمي، وهو ما دفع بالحكومة لاتخاذ خطوات فعلية في إصلاح أسعار الطاقة، لن يطال في تأثيراته المواطنين من ذوي الدخول المنخفضة والمتوسطة. وقدر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية قيمة الهدر الذي تسبب فيه انخفاض أسعار الطاقة في السعودية بـ300 مليار ريال، وهو ما قال إنه كاف لبناء 500 مشفى و5 آلاف مدرسة. وأوضح الوزير الفالح أن المرحلة الأولى من الخطة الإصلاحية لأسعار الطاقة حققت كفاءة عالية جدا، بمعدلات تضخم معقولة استطاعت من خلالها كل القطاعات الاقتصادية استيعاب الزيادة في التكلفة دون التأثير على إنتاجها، لافتا إلى أنها المرة الأولى في تاريخ البلاد التي لا يسجل فيها استهلاك قطاع الكهرباء أي نمو، وكانت نسبته خلال هذا العام 1% فقط مقارنة بنسبة نمو تقدر بـ4% إلى 5% سنويا. وبينما أوضح الوزير الفالح أن إصلاح أسعار الطاقة سيشمل اللقيم والوقود والكهرباء، قال إن مرحلة التصحيح الحالية التي يجري العمل عليها ستتم بشكل متدرج، وستربط الأسعار بالأسعار المرجعية العالمية. وعن مدى تأثير الحركة الإصلاحية على أسعار الطاقة في تنافسية القطاع الخاص، قال المهندس خالد الفالح إن استهلاك المملكة المحلي من الطاقة يقترب من حاجز الـ5 ملايين برميل مكافئ في اليوم، وهو ما يعادل استهلاك اقتصادات بحجم اقتصاد البلاد 4 أو 5 مرات، لافتا إلى أن أسعار الطاقة الرخيصة أفقدت السعودية فرصة التفوق على الاقتصادين الياباني والألماني، واللذين يعدان اقتصادين منافسين ولكنهما لا يمتلكان القدرة نفسها التي تملكها السعودية، غير أنهما نجحا لاعتمادهما مبدأ كفاءة الاستهلاك والاستثمار الذكي. كشف وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية عن تركيب أول توربين خاص بمشروع تجريبي لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في محافظة طريف، في إطار برنامج طموح يسعى لتسارع إدخال الطاقة المتجددة والاستفادة منها كأحد مصادر الطاقة في البلاد. توربين طريف يدشن طاقة الرياح في السعودية وقدر المهندس خالد الفالح المساهمة المتوقعة من الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء في السعودية بـ10 جيجاواط، شاملة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.