الرأي

أحسن محاسن (عمر المضواحي)!!

بعد النسيان

عطرت صحيفة (مكة) عددها أمس، بالذكرى الأولى لرحيل الزميل النادر (عمر المضواحي)، في لفتة وفاء مدهشة؛ تشي بمكانته الرفيعة العميقة، في نفس كل من عرفه؛ لدرجة أثارت غيرة «الأخخخخ/ أنا» فتساءل، وهو يتأمل صورته المهيبة بالزي المكي الأبهة: ماذا تركت لنا يا أبا (عبدالمحسن)؟ المعجبات وأخذهن (سعود الدوسري) في الدنيا والآخرة قبلك ببضعة أشهر؟؟ رح يا شيخ.. جعل الله مكانتك في الجنة أعلى، (في مقعد صدق عند مليك مقتدر)!! ولكن ماذا يترك لنا الأموات غير (الموت) ذاته؛ يتربص بنا ريب المنون؟ ولا بد أن أعضاء مجلس إدارة (بعد النسيان)، يذكرون موقفنا الأزلي الأبدي منه؛ بوصفه (إمام الساخرين)، الذي لا يزال يمزق أكبادنا فلذة فلذة ـ من الضحك طبعا ـ بكل عزيز يخطفه فجأة من بين أيدينا: «متل اللعب بإيد الأطفال.. بيلاقينا وبيضيعنا»؛ كما يقول الزميل (نصري شمس الدين) في إحدى لوحات أوبريت (قصيدة حب) للأخوين رحباني!! أما وفاء رفقاء الدرب في (مكة) الصحيفة؛ فإنه يقدم لنا نموذجا حقيقيا للرد على سخرية (الإمام) بأسخر منها؛ حيث كان من أشهر تغريدات (المضواحي) قوله: «الموت في مكة حياة»!! فهل يشك من سكناهم فؤاده، وسكناه أفئدتهم ـ قبل انهيار سوق العقار قريبا ـ في رؤيته شامخا صاخبا، كجبل (هندي) في رواية (خاتم) لكعبة الرواية العربية (رجاء عالم)، يردد مع العملاق (عباس محمود العقاد) في مشهد مسرحي من إخراج صديقه القدير (صالح إمام): ستغرب شمس هذا العمر يوما ويغمض ناظري ليل الحمام! فهل يسري إلى قبري صديق من الدنيا بأخبار الأنام ؟! خلعت اسمي على الدنيا ورسمي فما أبكي: رحيلي؟ أم مقامي؟ وإمعانا في السخرية، ومن باب (اذكروا محاسن موتاكم)؛ فإن أعظم محاسن عمر المضواحي هي أنه لم يشرف الأخخخ/ أنا بمعرفته أو لقائه (شخصيا) إلا «صدفة على شفاه الصحاب»؛ كما يقول (البدر) بصوت الأرض!! وتلك من سخرية الموت: أن يقضي بأزمة قلبية، شاب في الأربعين، لم يتعامل إطلاقا مع كاتب (نفسية) كالموضحة صورته أعلاه!! فلم يكلمه ـ مثلا يعني ـ ليقنعه بالعدول عن الاعتزال! كما فعل (لؤي مطبقاني) في (مكة)، ولم يشعر إلا وهو في (عسفان)، ومنزله في حي (البساتين) بجدة!! وعلى العكس من (الشخص) كان عمر المضواحي (المهني المبدع)، وما زال وسيظل يجري منا مجرى الدم!! so7aimi.m@makkahnp.com