ماذا يريد زوار معرض الكتاب الذين لا يقرؤون؟
السبت / 18 / ربيع الأول / 1438 هـ - 18:45 - السبت 17 ديسمبر 2016 18:45
وسط إقبال ومتابعة كبيرة، يجد محبو الثقافة هذه الأيام ما يلبي رغباتهم، ويحقق تطلعاتهم الفكرية وشغفهم المعرفي، وهم يعيشون وسط مشهد ثقافي بهيج يستوعب الإبداعات الإنسانية، ويثبت مقولة إن السعوديين «شعب يقرأ».. في دهاليز معرض الكتاب الدولي في مدينة جدة، وعلى الجانب الآخر نلاحظ أن بعض مرتادي مثل تلك المعارض يذهبون إليها للقاء أصدقائهم وزملائهم دون أن يكون لديهم أي هدف لشراء الكتب أو حضور الندوات.
ويشير المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية، الدكتور هاني الغامدي لـ « مكة» إلى أن هناك فئة كبيرة من رواد المعرض ينتهزون تلك الفرصة لتوسيع مداركهم وثقافتهم، لكن المشكلة تكمن في بعض الذين يقررون زيارة المعرض بهدف التسلية والتجمع مع الأصدقاء، متجاهلين القيمة المعنوية والثقافية للمعرض، كل ذلك جاء بسبب أنهم لم يتعلموا أويتدربوا كيف يكونون قارئين منذ الصغر، فتلك المهرجانات تكون في نظرهم مجرد معارض وشكلية.
ولكي يكون المجتمع واعيا بأن معارض الكتب هي ملتقيات حضارية فكرية وليست ملتقيات اجتماعية يقترح الغامدي زيادة نسبة التوعية وتفعيل القراءة في المدارس فيخصص يوم كامل كل أسبوع أو كل شهر للذهاب إلى مكتبة المدرسة وانتقاء كتب معينة يقرؤها الطالب، لكي يغرس في نفوسهم حب الاطلاع والمعرفة، كما يفضل أن تنظيم مثل تلك المعارض كل 3 أشهر وليس مرة كل عام.
ويقول الأخصائي الاجتماعي وعضو برنامج الأمان الأسري الوطني عبدالرحمن القراش لـ»مكة» : على الرغم من أننا نرى في كل عام جموع المواطنين شبابا وشيبا يجوبون طرقات المعرض وزواياه لينهلوا من العلم والمعرفة، ولكن يجب أن ندرك أن هذه الجموع التي تزاحمت غالبيتها لم تكن آتية من أجل اكتساب الفائدة المرجوة، وبحسب وجهة نظر القراش وما لاحظه أن أغلب الذين جاؤوا طلبا للقراءة والمعرفة ربما لا يتجاوزون الـ 30% بسبب المظاهر التي كانت مصاحبة لمثل تلك المعارض الأعوام السابقة وفي مدن أخرى، مثل التدافع للتوقيعات والتصوير مع المشاهير، والتجمع غير المبرر،
والبحث عن محلات الذرة والفشار، والتقاط صور الذكرى والسيلفي ونشر يومياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي من باب المباهاة.
وبالتالي يخرج الأغلبية دون شراء كتاب واحد يفيده، وهذا يدل على قلة الوعي لدى البعض بقيمة الكتاب التي عزف عنها الشباب بسبب وجود البديل التقني.