الرأي

الدور القيادي الصحي.. لمن يناط؟

إسماعيل محمد التركستاني
تتابعا لسلسلة المقالات الصحية التي كتبتها، وشرفتني جريدة مكة بنشرها في صفحة الرأي، كان هناك مقال بعنوان (محاولة لفهم النظام الصحي)، كتبت فيه: وهنا تكمن أهمية دور القيادات الصحية التي تمتلك من الخبرات الصحية والعلمية في المجال الصحي في تسخير مختلف تلك المكونات للنظام الصحي لصالح الحصول على مخرجات أفضل وتلائم واقع المجتمع الذي يتعاطى ويتفاعل مع مختلف المفردات الخاصة بالنظام الصحي المحلي (انتهى). وهنا كنت أرغب في الإشارة إلى دور القيادات الصحية التي تمتلك الخبرة الكافية والمبنية على شهادات علمية معترف بها في واحدة من حقول العلوم الصحية المختلفة، وهذا الدور يتمثل في بناء خطة عمل (مثمرة على المدى القريب والبعيد) لبرنامج صحي متكامل يمكن له أن يساهم إيجابا في تحسن ملموس للمؤشر الصحي للمجتمع. وللوصول إلى ذلك البناء المتكامل في هيكل البرنامج الصحي (طويل الأجل)، لا بد أن تكون هناك قواعد وأركان أساسية يتم عليها البناء، مثل: 1ـ وجود قائد صحي محنك: وللوصل إلى بناء متكامل دون أن يكون هناك خلل ظاهر للعيان يؤثر مستقبلا على الهيكل العام للبرنامج (أو عمل ذو تأثير موقت كما هو حاصل الآن)، لا بد أن يقود ذلك العمل قائد باستطاعته الوصول إلى الهدف المنشود، وفي العمل الصحي، نجاح البرنامج يعتمد على صلابته، والذي يرتبط بقوة القائد في إدارته الفكرية والمهنية للبرنامج، والذي لا يتمثل عمله في رصد الحضور والانصراف فقط؟ أو تهديد العاملين بالمتابعة والتحقيق والحسم أو أن يحيط نفسه بمن يقول له: حاضر! إذن، أهمية المركز القيادي ومن يتولاها أمر ضروري في نجاح خطة البرنامج واستمراريته. وهناك العديد من الأمثلة النموذجية والجيدة على ذلك، مثل: الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية. 2 ـ التخطيط للنجاح، طبعا لن يمتلك القائد صفة القائد المناسب إذا لم يكن له حضور مميز في تاريخه المهني، وذلك في صور الندوات وورش العمل والمشاركة الإيجابية السابقة في إثراء العمل المهني الصحي، حيث سيكون ذلك (الخبرة السابقة) في صورة جسر بين تلك النجاحات السابقة والعمل القيادي الحالي. 3 ـ وجود استشاريين ومتخصصين في إدارة البرنامج، ممن يمتلكون سيرة ذاتية في التخصص الصحي، وذلك في صور مختلفة سواء كانت شهادات مرموقة من جامعات معترف بها عالميا أو العمل في مراكز صحية مشهود لها بالتميز في العمل الصحي. 4 ـ القدرة على توفير التدريب المتميز للعاملين في البرنامج، وذلك بهدف الوصول إلى التطبيق الأمثل، ويكون التدريب من قبل متخصصين وخبراء في البرنامج الصحي، ومثال ذلك ما يحدث في مختلف برامج (سباهي). باختصار.. كلنا يعلم أن البنية التحتية موجودة في خدماتنا الصحية: توفر المستشفيات والمراكز الصحية، الدعم الحكومي المادي المتزايد سنويا للخدمات الصحية، الأيدي العاملة المحلية في ازدياد (من أطباء وتمريض وأخصائيين)، التقنية الحديثة من أجهزة طبية متطورة وحوسبة الخدمات المقدمة متوفرة لكل المنشآت الصحية (عن مقالي بجريدة مكة: الصحة الأمس، اليوم والغد). وتأتي هنا أهمية تسليم القيادة الصحية لمن لديهم القدرة على إعطاء الجواب الفعلي (والعملي) للسؤال التالي: ما هو دور البرامج الصحية في تحسين وتطوير المنظومة الصحية للمجتمع؟ (مقال: هيكلية صناعة القرار الصحي).