المشكلة أنه طبيب
السبت / 18 / ربيع الأول / 1438 هـ - 20:15 - السبت 17 ديسمبر 2016 20:15
كثيرا ما سمعنا وقرأنا أن الحياة مليئة بالمفاجآت! حسنا ماذا يقول الواقع أو بعضه في ميادين العمل؟ يقول إننا تارة نستسلم لهذا المصطلح، وأحيانا ننقلب عليه بحسب تكيفنا السريع للمسائل هكذا يبدو والحديث ذو شجون. عموما اللافت للنظر أن الأيام ختلتنا لنواجه مع دورتها أنفسنا في منعطف ضيق، لسان حاله يقول إن الحياة العملية كثيرا ما تغط بالتفاهات أكثر من المفاجآت، وإن ثمة محاولات لا تنقطع على يد بعض المتعاقدين لاستبعاد الوجود السعودي من المراكز التنفيذية، أقصد بالوجود السعودي الكفاءات المؤهلة القادرة على سبر غور المهنة وتصحيح مسار العمل لما يخدم المصلحة العامة ويحقق جودة الخدمات، هذا النوع من الكفاءات قد يكون قليلا ولا يستبعد أنه على مستوى واسع بلا دعم أو تحفيز، وهذه هي القضية بكل صراحة.
في السياق، رجاء أن تسمحوا لي بهذه القصة: حدثني أحد الثقات وهو يتألم، عن استراتيجية موظف غير سعودي لاستبعاد الكفاءات السعودية وبعض غير السعودية من محيط عمله؛ بغية التفرد بكل شيء، خلاصة القصة أن هذا الموظف - والمشكلة أنه طبيب - ينحني كثيرا لتمرير غاياته، وقد مكنه فن الانحناء من تحقيق بعض أغراضه فيما مضى من الوقت، حتى إنه انقلب على زميله الذي قدمه للعمل وسعى في استقدامه، وألحق به من الأضرار ما لا يحصى، رغم أنهما من بلد واحد، إلا أنه انكشف ذات مرة لقيادي نبيه، وقتها انكسرت شوكته وخسر لاحقا بعض المزايا، وتوقف قليلا عن ممارسة الهمز واللمز، وتذمره الدائم من تدخل زملائه ورئيسة في عمله «الحجة الكاذبة» التي يركن إليها كوسيلة لتقديم نفسه لكل إدارة جديدة، كعين متخصصة في كنس الممرات والزوايا، ونقل نفايات القيل والقال.
هذه الأيام وعطفا على بعض التغيرات الإدارية يزداد نشاط هذا الموظف، ويلحظ تحركه العجل في مساره القديم بأدواته القديمة نفسها. أخشى ما أخشاه أن يفلح في محاولاته عبر قناة الاستغفال، والسؤال: لماذا يمارس بعض غير السعوديين هذه السلوكيات الذميمة؟ هل لها سوق رائجة أم إن قناعات القوم تقول إننا شعب «بآذان كبيرة وعقول صغيرة»؟
في كل الأحوال المسألة خطيرة، وعلينا مراجعة أنفسنا ومصارحتها، فبلدنا ليست زريبة للهازل والنطيح. وفي الختام من سعى منا لتأصيل هذا المفهوم فهو حقيقة خائن لوطنه وتجب محاكمته. هذا هو آخر العلاج.. وبكم يتجدد اللقاء.
alyami. m@makkahnp. com