لُغتي لُغتي.. ما أبلاها!!
بعد النسيان
السبت / 18 / ربيع الأول / 1438 هـ - 19:45 - السبت 17 ديسمبر 2016 19:45
يحتفل العرب (وحدهم) باليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر) من كل عام.. والأصح: من كل سنة، والأصحح: من كل حول!!
ومن المؤلم أن نضطر للاحتفال بلغتنا ـ وهي الفكر والهوية والتاريخ ـ في يوم واحد، ولم نجعله أسبوعًا كالشجرة، والدفاع المدني، ومرور الكرام! والأشد إيلامًا أننا لم نقرره بأنفسنا ابتداءً وابتداعًا؛ بل تصدقت به علينا هيئة الأمم المتحدة (الدبُّوسية) الأمريكية؛ حيث تقول الوثائق الرسمية «تَقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو»!!!!.
وقبل حولٍ تقريبًا سخرنا من هذه (الصدقة) ـ والسخرية هي أعلى مستويات الجدية ـ في مقالة بعنوان (عادل إمام الوشمي)؛ تعليقًا على تصريح (إمام) المهرجين العرب (عادل) بأن «أفلامه السينمائية ساهمت في نشر اللغة العربية في أوروبا»!
وهو بلا شك ـ ولا تطريز ولا تخريم ـ صادق في زعمه هذا، ولكن أي لغة عربية يعني؟ أليست لغة أفلامه؟ إنها ـ إذن ـ ما يعرف عند النخبة بـ(اللهجة) المصرية المحكية! وهي في الواقع (اللغة) المصراوية اللزيزة، التي تجمع في حلاوتها، كل ملامح ما يسميه النخبة العاجيون المحنَّطون المحنِّطون (اللغة الفصحى)! من قلب (القاف) همزة، إلى قلب (الجيم) (دالًا) كما عند أهل (دِرْدَا) في الصعيد (الدُّوَّاني)، وهرَّدَ.. عفوًا: هرَّج بها (عادل إمام) في فيلم واحد على الأقل هو (المتسوِّل)!!
أما (الأخخخخخ/ أنا) فقد تساءل (أين هي العامية؟) في الوطن مطلع (2008) قائلًا: سأكون أول المحاربين للعامية ـ بصفتي متخصِّصًا أحمل درجة الماجستير (حقيقية) موقعة من الدكتور عبدالله (الغذامنة) بجلالة (غذمنته)؛ وليست من خدمات (هلكونا) ـ إن استطاع أحد (القبوريين) أن يقنعني بوجود (العامية) فعلًا ومنطقًا، وأنها ليست مجرد (فزاعة) نرهب بها كل من يحاول أن ينتشلنا من قرون التخلف؛ بدءًا ببعث اللغة!!
ولكن إلى اليوم، وإلى عصر يوم القيامة، لم ولن يواجه العرب أنفسهم، وسيؤثرون الازدواجية المضحكة، التي تجعلهم مسخًا كاريكاتوريًا، لا يخطر بذهن الزميل الرسام العبقري (عبدالله جابر): رأسه في القرن الهجري الثاني، وبقية أطرافه في العصر الحديث!!!!
so7aimi.m@makkahnp.com