تكلم حتى ترانا!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 15 / ربيع الأول / 1438 هـ - 20:15 - الأربعاء 14 ديسمبر 2016 20:15
وليس أقبح منك منظرا وأنت تدعي الدفاع عن «الحقوق» وتقدم نفسك للعالمين على أنك نصير الحريات، وتتغزل في العالم الحر، وتتمنى لو أنك ولدت في زمن غير زمانك، وفي مكان غير مكانك، لأنك عاشق الحرية والحياة، ثم تختم ذلك وأنت في كامل قواك الذهنية والعقلية بأن تبرر مختارا ودون إجبار من أحد قتل الأنفس البريئة، ولا يستفزك منظر أشلاء الأطفال ولا عجز النساء ولا قهر الرجال.
أنت أيها الأخ الحقوقي المناضل لست أكثر من مسخ، لا علاقة لك بالحريات ولا بالحياة ولا بالإنسان.
حين تجد أنك في صف قاتل مثل بشار الذي قتل وشرد وحاصر وجوع أكثر من عشرة ملايين إنسان هو ومرتزقة العالم من كل ملة فهذا شأنك، أنت اخترت أن تكون في مرتبة أقل حتى من أن تقبلها بهيمة على نفسها، لكن كف عن الحديث عن الحرية وعن الحياة وتوقف عن تقمص دور عدو أعداء الحياة لأنك واحد منهم.
حين تجد نفسك مفتونا بما يفعله بشار فلعلك عزيزي المسخ البشري تسأل نفسك سؤالا سهلا عن الفارق بينك وبين الداعشي الذي يقتل كل من يخالفه، توقف مع نفسك قليلا وسيدهشك عدم وجود أي فارق يذكر إلا في المظهر، فليس لك لحية كثة ولا تضع لثاما على وجهك. ولكن حين يتعلق الأمر بالتعطش للدماء والتشفي بقتل المخالف فالشبه بينكما أوضح من أن تستطيع إخفاءه.
اسأل نفسك أيضا، ما الفرق بينك وبين المحرضين الذين صدعت رؤوسنا بالحديث عنهم صباح مساء؟
ستجد الفرق في المظهر أيضا وربما في أنهم أكثر وضوحا مع أنفسهم ولا يتحدثون عن الحريات والحياة كثيرا كما تفعل.
وعلى أي حال..
لله حكمة لا يعلمها إلا هو، وكل ما حدث وما يحدث وما سيحدث لغاية قد لا ندركها ولا نفهمها، وقد تكون كل هذه الشرور هي مخاض الخير الذي لا بد أن يأتي. ولكل أمر مهما كان قبيحا ومؤذيا ـ كالحرب ـ جانب حسن. وفي هذه الأيام كان الجانب الحسن لكل هذا القبح أننا أصبحنا نعرف بعضنا أكثر من أي وقت مضى!
algarni.a@makkahnp.com