التشغيل والصيانة يستهلكان 25% من ميزانية الدولة
الاحد / 12 / ربيع الأول / 1438 هـ - 20:00 - الاحد 11 ديسمبر 2016 20:00
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز افتتح الفريق الركن فياض الرويلي نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالنيابة عن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أمس في مدينة جدة أعمال المؤتمر الدولي الرابع عشر للتشغيل والصيانة في البلدان العربية، برعاية رسمية من وزارة الدفاع وبتنظيم من المعهد العربي للتشغيل والصيانة، تحت شعار تفعيل دور إدارة الأصول والمرافق في رفع كفاءة الإنفاق الحكومي.
تكاليف مرتفعة للصيانة
أكد عدد من الخبراء والمهتمين بقطاع الصيانة المشاركين في المؤتمر أن تحولات الميزانية العامة لبند التشغيل والصيانة تستحوذ على جزء كبير في جميع الدول وأنها بلغت في السعودية 25% عام 1435 مشيرين إلى أن ورؤية المملكة 2030 أعطت هذا البند أولوية كبيرة خاصة في إدارة المشاريع والمحافظة عليها، متوقعين توفير نحو 30% من التكاليف السنوية للتشغيل والصيانة خلال خمسة أعوام في السعودية.
هيكلة بنود التشغيل
وأوضح الأمين العام للمؤتمر رئيس المنظمة الدولية للصيانة الدكتور زهير السراج خلال حديثه لـ»مكة» أنه بالرغم من أن السعودية رائدة في قطاع التشغيل والصيانة إلا أن هذا البند استهلك نحو ربع الميزانية السعودية في عام 1435، الأمر الذي يدفعنا لإعادة التفكير ومواكبة الرؤية في إعادة هيكلة بنود التشغيل والصيانة بما لا يقلل الجودة، مشيرا إلى أن رؤية المملكة 2030 سبقت المنطقة كلها في إعطاء التشغيل والصيانة المكانة الخاصة بهذا البند المهم والحيوي في إدارة المشاريع وتحديد ميزانياتها، إضافة إلى المحافظة على عمرها الافتراضي والإبقاء على جودتها مدة أكبر، متوقعا أن يتم توفير لا يقل عن 30% من التكاليف السنوية للتشغيل والصيانة خلال خمسة أعوام في السعودية.
الصيانة تجربة وممارسة
وقال السراج: إن الصيانة ليست علما يدرس بقدر ما هي ممارسات وخبرات تكتسب من خلال التدريب والقياس على مستويات الأداء المتميزة التي تقوم على المعايير والدراسات المبنية على الاستفادة من التجارب السابقة. وأضاف:» حيث إنه لا يكفي أن نحاكي المستويات العالمية في مواصفات وطرق الإنشاء بل يجب أن نستفيد من التجارب العالمية لتأسيس منهج وأسلوب للصيانة السليمة ولعل المعاناة التي نواجهها في سرعة تدهور المنشآت في منطقتنا العربية لأكبر دليل على ذلك، حيث يلحظ إهمالا وغيابا كبيرا للجزء الأكبر من حياة المنشآت والمرافق والتي تبدأ من استلام المشاريع وصولا إلى نهاية العمر الافتراضي لتلك المنشآت خاصة مع صعوبة الأجواء في منطقتنا والنمو السكاني الكبير.
إعادة وزارة للأشغال العامة
ودعا السراج إلى ضرورة إعادة إنشاء وزارة للأشغال العامة بحيث تكون مظلة ومرجعية فنية موحدة لكل ما يتعلق بمجالها، فاللجنة الوطنية للتشغيل والصيانة وكود البناء السعودي والمركز الوطني لدعم إدارة المشروعات ثلاث جهات تعمل حول نفس الهدف المتعلق بالمنشأة والأداء، من ناحية المواصفات والإنشاء والكود والسلامة وغيرها من المعايير التي تلتقي فيها تلك الجهات، ولكن كل على حدة، وهي تجربة قامت بها عدد من كبريات الدول، منوها بألا يكون إنشاء الوزارة أو المظلة التي تجمع تلك الجهات يدفع للمركزية التي قد تعطل الإنتاجية.
إخفاق في الجانب العملي
وبين السراج أن هناك عددا من الجهات حين إنشائها حرصت على تقديم أفضل الخدمات مما جعلها تخفق في جانب التشغيل والصيانة بسبب انشغالها بتوفير كل أنواع الخدمات للمواطنين من مستشفيات وطرق ومرافق تعليمية ومطارات ومنشآت رياضية ، ناهيك عن مشاريع القطارات والنقل وغيرها من كبريات المشاريع، وخلال فترة قصيرة شهدت حجم نمو كبير للمنشآت والبنية التحتية على مستوى المنطقة بكل عام والمملكة بشكل خاص، ولم تواكب هذه الأعمال الضخمة خلال الفترة الماضية التخطيط لأعمال الصيانة بشكل كبير، حيث كان التركيز على سرعة الإنجاز كان هذا على حساب الجودة والمحافظة على تلك المنشآت وصيانتها، إلا أن التخطيط لأعمال الصيانة بعد استعمال تلك المرافق والمنشآت لم يكن بالشكل السليم.
لجنة وطنية للتقييس
من جانبه بين رئيس مجلس المعهد العربي للتشغيل والصيانة في البلدان العربية الدكتور مهندس محمد الفوزان أن 20% من ميزانيات الدول تذهب إلى بند التشغيل والصيانة، قائلا» أننا في السعودية أصبح لدينا لجنة وطنية لتقييس أداء التشغيل والصيانة تابعة لوزارة المالية وأن كفاءة الخدمات وصلت 58% مقارنة بالدول، ورغم ذلك فإن فرق السعر 20% لصالح الدول الأخرى، لأننا في السعودية ننفق أكثر من الكفاءة المعمول بها.
3 دورات للمؤتمر بالسعودية
وأوضح الفوزان أن المؤتمر أقيم ثلاث مرات في السعودية، حيث أقيم في الرياض 2008 ثم في 2011 في محافظة جدة، وها هو حاليا يقاُم في جدة بالتعاون مع الأشغال العسكرية في وزارة الدفاع، ونحن في المعهد العربي نمثل 22 دولة عربية نعمل كمظلة لأعمال التشغيل والصيانة، كونه وإلى الوقت الراهن ليس له هوية، ضائع بين العديد من الجهات، ولا توجد جهة مسؤولة عنه في الوقت الذي يعد هذا القطاع حويا جدا ويثري اقتصاد الدول.
الحفل والرعاية الرسمية
ونوه الفريق الركن فياض الرويلي في كلمة ألقاها إلى أن الرعاية الرسمية لوزارة الدفاع للمؤتمر تأتي إيمانا منها بأهمية تضافر الجهود على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لتبادل الخبرات والتجارب التي تسهم في تقليص نفقات التشغيل والصيانة بطرق فعالة تحافظ على جودة الأداء والاقتصاد في التكاليف ، وأضاف :» أتوجه بالشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على موافقته على انعقاد المؤتمر تحت رعايته الكريمة ولولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لمساهمة وزارة الدفاع كراع رسمي لهذا المؤتمر .
نموذجية المرافق العسكرية
واستعرض مدير عام الأشغال العسكرية بوزارة الدفاع اللواء المهندس خالد قباني خلال كلمته في المؤتمر دور وزارة الدفاع في المملكة والتي تعد مثالا للنموذج الهندسي المتكامل الذي يضم جميع أنواع المنظومات الهندسية والمرافق الخدمية والمدن العسكرية والطرق والمدن الطبية والمطارات ومحطات القوى الكهربائية والتحلية والتي تشغل وتصان بإدارة فنية متميزة عبر كل التقنيات الحديثة. وأضاف:» ولا تزال تتبوأ مكانة مرموقة في الدول العربية في هذا المجال تجعلها في ريادة الهيئات التي امتلكت التقنيات ونقلتها وطورتها في عدة مجالات هندسية مشهودة .
جلسات المؤتمر
وزخرت برامج جلسات المؤتمر بعناصر متعددة تشمل 11 ورشة عمل 8 جلسات و3 حلقات نقاش يتحدث فيها نحو 60 متحدثا وخبيرا إقليميا ودوليا من 16 دولة يقدمون تجاربهم وخبراتهم خلال ثلاثة أيام حافلة بالكثير من الممارسات التي تستحق الحضور والمناقشة وبنهاية المؤتمر في دورته الـ14 سيكون عدد المشاركين قد بلغ أكثر من 8500 مشارك في جميع دورات الملتقى، وتحدث فيها نحو 750 خبيرا وأستاذا من أكثر من 50 دولة». وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر استعراض مسيرة المعهد العربي للتشغيل والصيانة .