اللاشيء

اللاشيء والشيء فلسفة..تعتمد على الوجود والعدم، قصة يشرحها صمت الظلام والنور لا شيء آخر.

اللاشيء والشيء فلسفة..تعتمد على الوجود والعدم، قصة يشرحها صمت الظلام والنور لا شيء آخر. إنه فيلم التلاشي في الشارع السابع. (Vanishing on 7th Street)هذا الفيلم لا أثر للأشرار فيه، لا وجوه لا أصوات لا أشكال، لا حركات فلسفته عميقة بدرجة كبيرة. مدينة ضخمة جدا تصيبها العتمة، فجأة ينطفئ كل شيء فيها وتنتشر في جميع أرجائها ملابس كأنما انتزعها أصحابها عن أجسادهم وغادروا في الهواء، تبخروا دون أية همسة. ملابس في الطرقات داخل السيارات المتوقفة فجأة، في المشافي المنازل المصانع، كل مكان، سيطرت العتمة على كل شيء واختفى الناس في ملابسهم المتكومة فوق بعضها. تبدأ القصة بشاب يعمل مذيعا لنشرات الأخبار، يستيقظ صباحاً ليكتشف هول ما حصل وانقطاع الكهرباء، حتى الشمس كانت متعاونة مع الظلام فصارت تشرق كل يوم لوقت أقصر من المعتاد، ساعات قليلة وتغرب هي الأخرى. هكذا تبدأ رحلة البحث عن الضوء والنور والمصابيح، لأن من يبقى في مكان لا ضوء فيه سيختفي ولن يتبقى سوى بعض القماش منه. من ليس لديه ضوء يتحول إلى مجرد ثياب..أو لا شيء. الفيلم يحرض على الكثير من الأسئلة، منها أننا عبارة عن كومة ملابس وقماش، نحن ظل لنا، إننا نظن أننا موجودون، إلا أننا نمارس عدم وجودنا. إننا مرتبطون بكم الضوء البسيط الموقت في الحياة، مرتبطين بأشيائنا المادية وأشغالنا وغرائزنا، ثم توقفنا عندها وتوقفنا عن البحث عن المعنى. أصبحنا مجرد ظلال مادية لا أكثر وسط مشاغلنا الكثيرة التي لا معنى حقيقي لها. فأصبحنا سطحيين وماديين في مدننا الكبيرة الموحشة، والقلة القليلة منا هي التي بقيت على قيد حياة النور والمعنى. وكأنما ترمز إلى كل إنسان يحاول الخلاص من عدمية المعنى في هذه الحياة. وإلا فإنه ليس أكثر من ثياب أو لا شيء.