غياب المدن السعودية عن C40
الجمعة / 10 / ربيع الأول / 1438 هـ - 20:00 - الجمعة 9 ديسمبر 2016 20:00
عقد في نهاية شهر نوفمبر الماضي 2016 الاجتماع الدوري السنوي لمجموعة المدن الريادية لتغيير المناخ، والمعروفة بـC40. وهي مبادرة تأسست عام 2005 في العاصمة البريطانية لندن تتكون من 18 مدينة بهدف العمل على تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة. وهي منظومة مبنية على توافر والاستفادة من المعلومات نظرا لأهميتها، وعمداء المدن على وعي كامل بهذه الأهمية.
في العام 2006 حصلت المبادرة على دعم من عدة جهات أهمها مؤسسة بيل كلينتون الخيرية، ووضعت خطة تهدف إلى تجمع 40 مدينة من أنحاء العالم لتحقيق هدفها، والذي هو امتداد للمؤتمر الإطاري للتغير المناخي التابع للأمم المتحدة. اجتماع هذا العام أعلن عن قائمة تضم 83 مدينة من مختلف بقاع العالم، للأسف لم يكن من ضمنها أي مدينة من السعودية. بالرغم أن قائمة المدن ضمت مدنا مثل القاهرة وعمان ودبي ودكا وأديس أبابا.. وغيرها.
وبينما الغالبية العظمى من مدن C40 يؤمنون أن التغير المناخي يمثل خطرا لمدنهم، فإن المدن حول العالم هي الحيز الأهم لمستقبل البشرية، حيث يتوقع بحلول عام 2030، أن 60% من سكان العالم سيعيشون في المدن. وفي نفس الوقت فإن اقتصاديات مدن C40 تمثل تقريبا 25% من الناتج القومي الوطني.
تم تأسيس مجموعة مدن C40 على فكرة أن المدن بإمكانها تحقيق نتائج أفضل بالعمل معا أكثر من العمل بانفرادية، وهذا لقي تأييدا قويا من قادة المدن. بسبب أن قادة وعمداء المدن لديهم القدرة والسلطة لتغيير الأنظمة والقوانين التي تتسبب بإنتاج غاز الكربون، مثل قطاعات المواصلات والبناء والنفايات وغيرها، لذلك فإنه باستطاعتهم العمل بقوة لتخفيض الانبعاثات وحماية السكان من المخاطر.
ومنذ التأسيس تم تحديد الدور الهام الذي يجب أن تقوم به المدن في المجهود الدولي لمواجهة التغير المناخي، فالمدن تنتج معظم الانبعاثات الكربونية في العالم.
أهم القياسات التي تعتمد عليها مجموعة C40 هي أنها حاليا تمثل أكثر من 600 مليون شخص يعيشون في المناطق الحضرية حول العالم، وهذا الرقم في ازدياد. وبحلول عام 2050 أكثر من ثلثي سكان العالم سيصبحون من سكان هذه المدن.
في عام 2015 بلغ مجموع الأنشطة التي قامت بها مدن C40 في مجال تغيير المناخ أكثر من 10 آلاف نشاط. أما في مجال تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة فإن مدن C40 ستقوم بأنشطة لتخفيض 3 جيجا طن من غاز ثاني أكسيد الكربون CO2.
إن مدن C40 لديها القدرة على أن تكون المحرك الأساسي للتنمية نحو الحد من التغير المناخي، وهذا قد يساعد على تحسين حياة الملايين حول العالم، لأن نفس السياسات التي ستساعد على تخفيض الانبعاثات يمكنها أيضا تنظيف الهواء الذي يتنفسه السكان، في نفس الوقت تساهم في خلق وظائف وجذب الأعمال الجديدة. أما بالنسبة لمجهودات التأثير على التغير المناخي فإن احتمالية نجاح هذه المجهودات تتضاعف ثلاث مرات في مدن C40.
مشاركة أمناء مدن أو مناطق من السعودية في هذه المنظومة كانت ستكون لها عوائد إيجابية تستفيد منها مدننا في مجال أنشطة التغير المناخي. خصوصا أن هناك كفاءات وخبرات وطنية متخصصة في هذا المجال يمكنها أن تتعاون مع الأمانات لتحقيق أهداف منظمة مدن C40.