الرأي

وطن الخير

ما نشاهده كل يوم أمام المدارس هو منظر مفرح ويدعو للغبطة والله. منظر فيه كل البهجة والحب.. منظر قد لا نراه إلا في القليل من دول العالم. بل أقل القليل.. أتحدث هنا عما نراه جميعا في كل صباح من مشاهد لطلاب وطالبات من الجنسية السورية وقد اختلطوا بتلاحم وأخوة آسرة مع نظرائهم من الطلاب السعوديين.. وقد لا نميزهم عن بعضهم إلا بالسحنة البيضاء المختلفة أو باللهجة إن اقتربنا منهم.. لنلمح في عيونهم هذا التمازج والتلاحم الأخوي الرائع. فرحتي تتكرر كل يوم وأنا ألمح النعمة التي حبانا الله بها في هذه البلاد التي تحتضن بلا تمييز، وتتبنى بلا صخب.. قبلها بيوم كنت أستمع لبشار الجعفري وهو يكيل كل أنواع السباب والشتائم لبلدي الغالية.. لا يتورع عن اتهامها بكل النقائص. ومع يقين الجميع بكذب ادعاءاته.. ومع أن سفيرنا المعلمي لم يقصر أبدا في تفنيدها.. إلا أني آسى كثيرا على عدم تبني إعلامنا لما تقوم به المملكة من أعمال جليلة لو تم إبرازها بالشكل اللائق لكانت خير رد على الجعفري وأمثاله. ولو تركنا كل شيء وسلطنا النظر فقط على رقي المملكة في التعامل مع اللاجئين السوريين لكفانا ذلك.. هذا التعامل الذي ربما لن تجده في أي دولة في العالم. لدرجة أن الكثير من السوريين وبمجرد التحدث معهم تستشف أنهم لا يشعرون بالغربة مطلقا.. ولا يشعرون أصلا أنهم لاجئون.. ماذا لو قدمنا هذا الجانب المشرق للعالم مثلما هو بلا رتوش.. نقدمه كبرامج تلفزيونية أو كتحقيقات صحفية عالية المهنية.. تقديمه بهذا الشكل لن يكون منة مننا على أحد.. ولا تفاخر.. بل لنقول للعالم أجمع إننا أهل خلق ودين وإخاء.. وإننا الحصن والحضن الأول والأخير لكل الأشقاء المضطهدين. حفظ الله وطننا شامخا عزيزا.