أخبار موجزة

السعودية والكويت.. ثنائية الفتح والتحرير

لا علاقة تشبه علاقة السعودية بالكويت، ولا تاريخ يحفل بمثل ما تحفل به هذه العلاقة من مواقف راسخة لم تتأرجح حتى وهي تمر بأصعب المواقف، فالسعودية والكويت بلدان شقيقان تحكمهما أسرتان مرتبطتان نسبا وتاريخا، كما أن المجتمع السعودي والمجتمع الكويتي نسيج واحد، بأسر ممتدة وعمق اجتماعي وتاريخي واحد. مضى نحو قرن من الزمن على العلاقة بين البلدين الشقيقين الذين عاشا معا معارك البقاء، ففي حين كانت الكويت منطلقا لفتح الرياض عام 1902؛ تعود الرياض لتكون منطلقا لتحرير الكويت واستعادتها من الغزو العراقي الغاشم عام 1991. سجل التاريخ ابتهالات المؤسس الملك عبدالعزيز وهو يغادر الكويت فاتحا للرياض بحداء «يا الله يا الله تدفع الأجل.. تدفع الشر عنا وعن ركايبنا» بعد أن دعم الشيخ مبارك الصباح عددا من مرافقيه بالأسلحة والجمال؛ كما سجل سجدة الشكر للشيخ جابر الصباح حين وصل الكويت قادما من الرياض التي قادت تحريرها، بعد المقولة الشهيرة للملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله «بعد ما احتلت الكويت ما عاد فيه كويت ولا فيه سعودية فيه بلد واحد يا نعيش سوا يا ننتهي سوا». وبين هذين الموقفين الخالدين يحفل التاريخ بسجل كبير من اتساق الرؤية، وتنسيق المواقف، تخللتها الكثير من الاتفاقيات والمعاهدات، إضافة إلى تبادل الزيارات منذ عام 1922، وحتى تاريخ اليوم الذي يحفل بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى دولة الكويت الشقيقة.