خليجنا واحد.. وشعبنا واحد!!
بعد النسيان
الخميس / 9 / ربيع الأول / 1438 هـ - 21:15 - الخميس 8 ديسمبر 2016 21:15
حين تذكر (محمد السنعوسي) فأنت تلخص سيرة العطاء بلا حدود للفن والإعلام والثقافة، ليس في الكويت ـ (دروازة) الحضارة ـ وحدها، بل وللعالم العربي والإسلامي، وحسبه شهادة المخرج العالمي (العربيكي) مصطفى العقاد، الذي ما زال يردد إلى أن استشهد في التفجير المشؤوم في عمَّان (2005): «لولا محمد السنعوسي ما كان فيلم (الرسالة)»!
ومن قطرات بحر هذا العقل الجبار أن أسس فرقة التلفزيون الموسيقية، لتكون المنجم الذي تخرج فيه ومنه وله، كل أساطين الطرب، الذين تسيدوا الساحة الخليجية طيلة الزمن الجميل، من الستينات الميلادية، إلى الاجتياح الصدّامي الغادر، الذي ما زال الخليجيون يتحسسون أثر نصله في ظهورهم!
ومن أشأم آثار ذلك الاجتياح كان انحدار الفن سريعًا؛ إذ رفعت (الحكومات) الكويتية يدها عن الإنتاج الموسيقي والمسرحي والتلفزيوني ـ بسبب ما تكبدته من تكاليف باهظة للتحرير المؤزر ـ وتركته لاجتهادات فردية، لا تحمل فكر (السنعوسي)، ولا مهنيته النادرة، ولا ذكاءه المتقد في توجيه الجماهير، والارتقاء بذوقها!
وتتجلى عبقرية (السنعوسي)، في إنتاج الأغنية التي ما زالت تجري في وجدان الخليج كله، وعلى لسان كل نسمة من شعبه، وهي: (أنا الخليجي)!
وهي من كلمات (عبداللطيف البناي) استاد ـ بهمزة وصل، وبـ(دال) لم ينطبق عليها (تنقيط) وزارة (الإسكان قريبا) ـ مهندسي الأغنية الخليجية! وتلحين الفنان الراحل (مرزوق المرزوق)؛ حيث اختار (السنعوسي) أن تخرج الأغنية لأول مرة (1984) بأداء جماعي، وكان يستطيع أن (يأمر) أشهر المطربين بغنائها!
لكنه كان يريدها ـ كما أصبحت منذ ذلك الحين ـ أغنية مجلس التعاون الخليجي الأولى؛ فرغم أن كثيرًا من المطربين غناها منفردًا، إلا أن الجميع ـ والمطربون أنفسهم ـ يفضلونها على (أول ركزة)!
ولو كان للمجلس نشيد وطني رسمي، ما وجد أروع ولا أعذب ولا أبسط من هذه الأغنية، التي لم تقتصر على مناسبات انعقاد المجلس الموقر؛ بل ما زالت تتغنى بها الجماهير حتى في مباريات كرة القدم، منافسة (المزمار) الحجازي، ومقطع (على الهير والمحار.. الله بالمنزل المبارك.. أبرك وخير المنزلين)، من (حديث السندباد)؛ الأوبريت الأعظم في العالم العربي منذ (سيد درويش)، و(الأخوين رحباني)، وهو كذلك من بنات هذا (السنعوسي) الاستثنائي (1981)!!
وهل هناك استثنائي آخر يشهد: بأن (مجلس التعاون) فن وفكر وثقافة؛ قبل وبعد وأثناء كل شيء؟؟!
so7aimi.m@makkahnp.com