الرأي

المملكتان: قوة السيف وأفعال الرجال

هادي الفقيه
احتضنت الكبيرة مملكة البحرين القمة الخليجية الـ37، وسط انتعاش مهيب للعلاقات الخليجية ـ الخليجية، انعكس على إنسان هذه الأرض ابتهاجا داخليا ورفاها خارجيا مستمرا. وفيما تتقلب كثير من دول العالم على صفيح ساخن بين تحديات أمنية، سياسية واقتصادية وكأنها في غرف الطوارئ توسع دول الخليج في المقابل خرائطها التنموية. واحتفل البحرينيون بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، الزعيم العربي الذي أشعل صدور الخليجيين فخرا بإطلاقه «عاصفة الحزم» لنصرة الأشقاء في اليمن، وأعقبها بعمليات «إعادة الأمل»، والتي أتت فيهما البحرين مسرعة لتكون سهما خليجيا منتصبا كباقي السهام الأصيلة المصوبة إلى صدور المتربصين بدول الخليج. السعودي والبحريني يعرفان جيدا عمق العلاقات التي تمتد لما يقارب القرنين من الزمن في الدول السعودية الثلاث، حتى أخذت موقعا متميز واستثنائيا في عهد الدولتين الحديثتين. واشتدت هذه العلاقات إبان الأزمات لتؤكد صلابة البيت السعودي ـ البحريني، وأصبحت العلاقات بينهما متجاوزة كل معاني الدبلوماسية ومفردات الخطابة وفن الكتابة والتعبير. هنا في واشنطن دارت سجالات في مركز الأبحاث بين الأكاديميين والسياسيين المتقاعدين حول العلاقات السعودية ـ البحرينية، إلا أن الأزمة التي حاول دعاة الفتنة إشعالها في البحرين بمباركة غير مباشرة من دولة كبرى كانت درسا تاريخيا لفهم ماذا يعني الجسد السعودي البحريني. ورب ضارة نافعة، إذ إن ما حدث أصبح مرجعا للسياسي الأمريكي في التعاطي مع شأن الشقيقتين الملتحمتين دبلوماسيا، واقتصاديا، وثقافيا واجتماعيا. الحديث عن سيادات الدول ودعم استقلالها وأمنها ليس حديث منابر بين المملكتين، بل قول وفعل ترجم بالتعاضد عسكريا في مواقع شهيرة، وإنعاش اقتصادي جعل أهل البيت يعتزون بانتمائهم المبني على معطيات تشمخ إلى هامات السحاب. في نظري أن العلاقات السعودية ـ البحرينية قوة «السيف الأجرب»، ومصدر رفاه واعتزاز كأفعال الرجال الحقيقيين في مواقف الشرفة وميادين البطولة. Hadi_Alfakeeh@