البلد

ماي.. ثانية الزعماء الغربيين وثالثة ضيف شرف بقمم الخليج

u062au064au0631u064au0632u0627 u0645u0627u064a
تشارك رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كضيفة شرف في قمة مجلس التعاون الخليجي الـ37 التي تعقد اليوم في المنامة، بدعوة رسمية من ملك البحرين حمد بن عيسى خلال لقائهما بلندن في أكتوبر الماضي. وتعدّ ماي ثالث قائد غير خليجي يشارك في القمم الخليجية بعد مشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في القمة التشاورية الخليجية التي عقدت بالرياض في 5 مايو 2015، ومشاركة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في القمة الخليجية الـ28 التي عقدت في ديسمبر 2007 بالعاصمة القطرية الدوحة. آلية دعوة غير الخليجيين أثارت مشاركة الرئيس الإيراني السابق نجاد في القمة الخليجية الـ28 بالدوحة لغطا خليجيا، خاصة بعدما أثير عبر وسائل الإعلام من أن بعض البلدان الخليجية لم تعلم بالدعوة إلا من خلال الصحف، وهو ما دفع الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية بالقول حينذاك بأن قادة الخليج ناقشوا في قمتهم الـ28 بالدوحة مسألة إيجاد آلية لدعوة الضيوف المهمين من خارج المجلس، وأوضح أن المناقشات خلصت إلى الاتفاق على إيجاد آلية محددة لكنها ستكون غير ملزمة، مشددا على أن من حق الدولة المضيفة وحدها دعوة من تشاء لحضور القمة التي تعقد على أرضها. لماذا ماي؟ تعدّ مشاركة تيريزا ماي في القمة بمثابة دعم خليجي لبريطانيا في مرحلة ما بعد الخروج الأوروبي، وتقديرا لدور بريطانيا في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سموأل، إن حضور رئيسة الوزراء البريطانية يؤكد أن انخراط بريطانيا ودورها الفاعل في المنطقة لا يزال قويا ولم يتأثر بالتصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما يظهر أن العلاقات البريطانية الخليجية كانت قوية في الماضي وستبقى كذلك الآن ومستقبلا. وأضاف أن قرار ماي بأن تكون الزيارة الأولى لها لمنطقة الشرق الأوسط زيارة الخليج والمشاركة في أعمال القمة الخليجية رسالة بريطانية قوية بأن لندن لا تنسحب من العالم، خاصة المنطقة، بل تعزز علاقاتها مع الحلفاء والشركاء، كما تعني أن أمن ورخاء دول الخليج أولوية بارزة للحكومة البريطانية، فعلاقاتنا تتعدّى المصالح الاقتصادية والتجارية إلى علاقات استراتيجية وشراكات في مختلف المجالات. وتقوم ماي بحملة دبلوماسية في الخارج للترويج لهدفها بجعل بلادها قائدة في مجال التجارة بعد الخروج من الاتحاد. وقالت ماي في بيان قبل قمة المنامة «مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي أنا مصممة على صياغة مستقبل لأنفسنا في العالم يتسم بالقوة والثقة». وأضافت في البيان «هناك الكثير الذي يمكننا فعله معا. سواء بأن يساعد كل منا الآخر في منع الهجمات الإرهابية أو من خلال الاستثمارات الخليجية في المدن البريطانية أو مساعدة الشركات البريطانية للدول الخليجية في تحقيق رؤيتها الإصلاحية بعيدة المدى». يذكر أن ماي ستجتمع مع قادة دول الخليج على العشاء اليوم ثم تلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للمجلس غدا. هولاند والثوابت الخليجية شارك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في القمة التشاورية الخليجية التي عقدت في الرياض بتاريخ 5 مايو 2015، ليكون بذلك أول زعيم غربي يحضر قمة خليجية منذ قيام مجلس التعاون الخليجي عام 1981. وتأتي مشاركة هولاند بعد عقد صفقات فرنسية خليجية، مثل شراء قطر 24 طائرة من طراز رافال، إضافة لتوقيع عدد من الصفقات الأخرى مع الإمارات والسعودية. وكانت المشاركة تقديرا خليجيا لمواقف فرنسا والرئيس هولاند مع الثوابت التاريخية لدول الخليج ومصالحها، خاصة في الساحة الدولية التي شهدت تراجعا أمريكيا بسبب تقاعس الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما. ومن حظ هولاند أن ملفات المنطقة، وفي طليعتها إيران وسوريا، ومواقفه حول سياسة البلدين وأسفه لسياسة حليفه الأمريكي في هذين الملفين، قربته بشكل كبير من دول الخليج. فهولاند يرى، مثل دول الخليج، خطورة ما تقوم به إيران في سوريا، وفي اليمن، حيث تسعى إلى زعزعة المنطقة الخليجية، وفي لبنان. إضافة إلى أن أسف هولاند الكبير هو على تراجع أوباما عن ضرب قواعد النظام السوري في 2013 عندما لم يكن هناك لا «داعش» ولا إرهابيون بالآلاف يأتون من فرنسا للمشاركة في الحرب في سوريا. أما بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني، فهولاند يعدّ أنه لولا حزم فرنسا في التفاوض وإصرارها على عدم التنازل عن العقوبات والمراقبة لكان الجانب الأمريكي أبدى مرونة أكثر في إعطاء بعض التنازلات للطرف الإيراني، لأن إدارة أوباما تريد أن تترك للتاريخ إنجاز تسوية العلاقة مع إيران على حساب كل ما يقوم به هذا البلد في المنطقة. نجاد ودعوة لن تتكرر مثلت مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في القمة الخليجية الـ28، التي عقدت بالدوحة في ديسمبر 2007، سابقة تاريخية. وهو أول رئيس إيراني يشارك في قمة خليجية منذ تأسيس مجلس التعاون في 1981. وتميزت هذه القمة بانفراجة موقتة في العلاقات السعودية الإيرانية، وتقارب في العلاقات بين السعودية القطرية، بمبادرات قادها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. ولكن استمرار النظام الإيراني في دعم ورعاية الإرهاب في المنطقة وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول الخليج والمنطقة، إضافة إلى دعمه العلني للجماعات الإرهابية والمسلحة مثل حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، جعلت مشاركة قيادات إيرانية في الشأن الخليجي أمرا مستحيلا في المستقبل. مشاركات غير الخليجيين بالقمم الخليجية ديسمبر2007 الرئيس الإيراني أحمدي نجاد القمة الـ28 - الدوحة 2015 مايو الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القمة التشاورية الخليجية ـ الرياض ديسمبر 2016 رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القمة الخليجية الـ37 - المنامة