الرأي

كرمال النسيان.....

بعد النسيان

أصبح (الطابع بأمر الله) يعرف من انضم حديثًا إلى مريدي (بعد النسيان) حين يسأل أحد السؤالين المزمنين: لماذا اخترت (بعد النسيان) عنوانًا؟ ولماذا تصف المتنبي بالزميل (الكذاذيبي)؟ أما السؤال الأول؛ فأطزج ما وردنا حوله كان من الصديق (حمد الدريهم)، الذي نفخر بأنه من متابعي الزاوية الأذكياء منذ مووووبطي، ولهذا طرح السؤال بطريقة أخرى قائلًا: «ما الأشياء التي نسيتها؟» والرد السريع هو: نسيتها يا صديقي!!! وما أنسَ لا أنسى ساعة سألني الزملاء في (الوطن 2007) عن اسم الزاوية؟ فقلت لهم: (دْغَيْفْلَة) وفاءً لجدتي أم والدي، التي طالما ملأت مخيلتي بحكاياها الغرائبية؛ حتى سميتها (دغيفلة بوتر) ذات (نشرة نقدية)!! ثم تيمنًا بطول عمرها الذي (سيجلط) مجايلتها (رقابة هانم)؛ إذ عاشت (120) عامًا على أقل تقدير! ورغم أنها فقدت الكثير من قدرة حواسها وعظامها، إلا أن (الكاش ميموري) ظلت قوية إلى اللحظات الأخيرة، وماتت ولسانها رطب بذكر الله تعالى... قولوا: «ما شاء الله»!! ولم أكن المستكتب الأول الذي يطلق اسم حبيبته على زاويته، فالزميل (أحمد الواصل) سمى زاويته (صَبَا) ـ بفتح الصاد لا كسرها الله ـ والمشاكس الأكبر (عبدالله بن بخيت) سمى زاويته (يارا)؛ باسم ابنته طبعًا! ولكن السؤال: على من سمى ابنته؟ وقد كشفت السر (الحلا كله) في أغنيتها الشهيرة: «يارا الـ...جدايلها شقر»!! غير أن (جمال التحرير ابن أحمد خاشقجي) رفض اسم (دغيفلة) بشدة؛ معتقدًا أنه (اختصار) لشركة استشارات تنموية أمريكية!! وهكذا جاءت (بعد النسيان)؛ سخرية من المسلَّمة الفلسفية التي تزعم أن الكتابة عمل (ضد) النسيان! أي ابتغاء الخلود، وهل النسيان بيد المرسل، والمتلقي هو الذي يصنع الرسالة؟؟؟ فكيف تضمن عدم نسيان القارئ لك؟ لا بد أن تشاغبه بالأسئلة المعرفية؛ لا أن تُمارس الوصاية وتقدم له إجاباتٍ طواها النسيان!!! وما زال الأخخخخ/ أنا يسخر ويساخر ويستسخر ويتساخر؛ حتى وصل إلى قناعة كوجه (ترامب) قبل الفوز، صاغها في (سحيماوية) لا تنسى؛ تقول: «لحظة فرح (تنسيك) كل الأتراح، ولحظة ترح (تنسيك) كل الأفراح؛ فما هي (الذاكرة) إذن؟؟» إننا في الواقع لا نفعل شيئًا سوى النسيان! حتى التفكير (بَفكَّر فيك وأنا ناسي)؛ كما تقول الرائعة الكلثومية السنباطية الأحمدرامية (هجرتك)!! واااا... (كرمال النسيان) هي آخر لحن للموسيقار الراحل (ملحم بركات)؛ أنجزه وهو يقاوم (نسياننا) نحن على فراش موته هو قبل (40) يومًا فقط!!! so7aimi.m@makkahnp.com