المشهد اليمني والأسئلة العالقة
الاثنين / 6 / ربيع الأول / 1438 هـ - 19:15 - الاثنين 5 ديسمبر 2016 19:15
الأحداث الجارية تتغير بسرعة كما يقال، وفي السياق يبقى كثير من الأسئلة العالقة في خلفية المشهد اليمني، هكذا يبدو الأمر في عين المراقب. المؤكد أن عاصفة الحزم أتت في وقتها على خلفية الأسباب الموجبة لها بعد انتهاء فرص السلام بكل أنواعها، ومما لا ريب فيه أنها انتهت إلى أهدافها بدعم سياسي دولي بدءا بتكثيف استهداف مخازن الأسلحة ومرورا بتعطيل الإمكانات الجوية لميليشيات صالح والحوثي في فترة وجيزة، فيما بين 26 مارس 2015 و21 أبريل من العام نفسه، حيث حلت محلها على عجل عاصفة الأمل لانتشال اليمن من مغبات الانقلاب على الشرعية، وهذا ينبئ عن رغبة دول التحالف بقيادة السعودية في عودة اليمن الدولة والأرض والناس إلى مربع السلام والحياة بعيدا عن فوضى مخاطر التدخلات الخارجية، خصوصا الإيرانية المتحركة في الداخل على أيادي من لا يريدون باليمن خيرا التي تعبر عنهم الأحزاب اليمنية المتحالفة ضد الأمن والأمل في ربوع اليمن.
هذه الأحزاب المتحالفة على الشر ضد الخير زرعت الألغام في طريق الأمل، وغيبت الأمن عن اليمن - كل اليمن -، وكان من المفترض مقابل ذلك أن يكون للأطراف اليمنية الأخرى التابعة للشرعية حضور معبر على الأرض، إلا أن المتابع للأحداث - بكل أسف - يسمع جعجعة ولا يرى طحنا، هذه بصراحة هي الصورة العالقة في الذهنية العامة خارج اليمن، ومن الصعب زوالها دون دلائل حية تعكس وجهة الصورة وتحول مجراها، ومثل هذا كان وما زال يستدعي المعركة اليمنية اليمنية - الشرعية ضد التمرد.
باختصار ماذا سيقول التاريخ عن دور المواطن اليمني في تحرير بلاده من العبثية الحوثية المؤدلجة، والطغيان الصالحي المؤسس على جر اليمن إلى الخلف ما أمكن وبأي وسيلة. هل ستسجل الخيانات نفسها في سجل الأحداث اليمنية تحت توقيع زعامات قبلية أو سياسية لربما، والزمن كفيل بكشف المستور.
السؤال بشكل آخر هل عاصفة الأمل - فرصة اليمن العظيمة - كانت بالنسبة لهم هناك مجرد نافذة مفتوحة على الاسترزاق أو تصفية الحسابات في الداخل اليمني أم إنها أتت ليجد اليمني المنحاز للشرعية نفسه ويثبت وجوده لصالح بلاده واستتباب أمنها، كل شيء ممكن، والأكيد في كل الأحوال أن الانحياز للشرعية لم يكن قابلا للترجمة على أرض الواقع بالشكل المقبول تاريخيا، المشهد يقول إن لسان حال الشعب هناك يفضل وجود غيره في المواجهات، بل ويبارك نزول سواه لأرض المعركة بالنيابة عنه، يا ترى بماذا كان منشغلا كيف يفكر وماذا يريد؟
الكلام كثير والسؤال الأخير كيف يرى اليمني الموالي للشرعية صورته في مرآة الواقع، كيف سيجرد نتائج دوره في استعادة بلده من الميليشيات؟.
الخلاصة وفق تقديراتي المتواضعة أن تجربة دول التحالف كبيرة، وحتما ستكون أصدق من كل قول.. وبكم يتجدد اللقاء.
alyami.m@makkahnp.com