رؤيتك أنت 2030
الاحد / 5 / ربيع الأول / 1438 هـ - 19:45 - الاحد 4 ديسمبر 2016 19:45
الوطن وجد ضالته أخيرا واستيقظ من سبات الاتكالية على «النفط» وقرر بداية جادة لرؤية شاملة فريدة 2030 كل دعواتنا بأن تكلل بالنجاح، أنا وأنت أيها الإنسان الفرد، ألم تتساقط الأسئلة في مخيلتك عن رؤيتك الموازية لرؤية الوطن، أين ستكون مراكب أحلامك في عام 2030، في بدايات الطفولة الأولى حين يقوم المعلم بسؤال الطلاب عن أحلامهم المستقبلية ترفع القبعة احتراما لبراءة الرؤى والتطلعات فالإجابات تكاد تنحصر، سأصبح طيارا وهناك سأصبح مهندسا وآخر طبيبا وصوت يصل مرتبكا من زاوية الفصل سأصبح تاجرا، وهكذا تمر السنين بتموجاتها وعثراتها ولا ينتصر لأحلامه إلا المتمسكون ببسالة بتلك الأحلام! تعيش الفئة المتعثرة في رؤيتها محاولة مجاراة واقعها مع واقع المنتصرين لذواتهم في كل الماديات والمظاهر الكاذبة، الرؤية هي بوصلة النجاح لأي منجز وكل خطوة هي قابلة للتنفيذ، حتى الفشل أيضا هو رؤية وقرار أيضا، فتش وتأمل واستشرف مستقبلك بتمعن لترى الحقيقة كاملة وواجه ذاتك بحقيقة ماذا تريد من هذه الحياة؟
ركيزة الاستقرار الذهني تنحصر في مساحات تصالحنا مع ذواتنا لا تطلب أكثر مما تقدم، هي مساراتك التي إذا ارتضيت عبورها فكل النتائج الآتية تبعات لقراراتك أنت، لا تتجاوز مرحلة من عمرك قبل أن تترك أثرا في ميادينها وساحاتها، اسكن كل مدى في تفاصيلها اخطئ وانجح وافضح زيف مقولة «مرور الكرام» ولتحذر من تلك الأخطاء التي قد تعيش هزائم ارتداداتها بقية حياتك، الأرواح كالضوء لا تشيب إلا بتلك العقول التائهة المهزومة الفاقدة لرؤيتها لذلك تتداعى الأجساد وتفنى نكاية بها، في ردهات الحياة الشاسعة تكتشف بأن الحياة بأبعادها الإنسانية هي «ثقافة» أيضا يجهلها الكثير لذلك تجد من يحاول البحث عن جزئه المهدور من العمر «بأثر رجعي» فيجنح للتصابي وارتداء ثياب مرحلة فائتة وآخر يكتشف بأنه لا قيمة لخطوط حمراء كبلته عمرا وظل أسيرا لهيمنتها فيكسرها ليعود للحياة، لا كارثة تفوق غرق سفينة العمر والسنين عبثا لغياب الرؤية وشتات الأولويات وانحدار سقف الاهتمامات، كان الله في عون أولئك المتبلدين الراكنين في أرصفة الحياة.