النساء المصابات بسكري الحمل يتعرضن لخطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وقد كشف باحثون في المعهد الوطني للصحة عن ارتباط بين الاكتئاب وسكري الحمل . كانت السيدات اللاتي شعرن بالاكتئاب خلال الثلثين الأولين من الحمل أكثر عرضة بمرتين للإصابة بمرض سكري الحمل، وفقا لتحليل تقرير سجلات الحمل. وعلى العكس من ذلك، أوضحت تقارير منفصلة أن المرأة المصابة بسكري الحمل هي أكثر عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة بستة أسابيع، مقارنة بمجموعة السيدات اللاتي لم يصبن بالسكري . نشرت هذه الدراسة في المجلة الطبية'Diabetologia' ، وأجريت من قبل الدكتورة 'ستيفاني هينكل' حسبما ورد في ' nih'. يعد سكري الحمل شكلا من أشكال السكري الذي يصيب المرأة فترة الحمل، ويمكن أن يسبب مشاكل صحية إذا لم يعالج. وعلى الرغم من أن السمنة معروفة في زيادة خطر سكري الحمل، إلا أن احتمالية الإصابة بسكري الحمل كانت مرتفعة عند النساء غير البدينات، واللاتي عانين من الاكتئاب أكثر من النساء البدينات . حلل الباحثون تقارير الحمل من منظمة 'NICHD' لدراسات نمو الجنين، والتي تتبع تقدم الآلاف من حالات الحمل لفهم نمط نمو الأجنة. تضمنت الدراسة 2334 حالة حمل من غير البدينات، و468 للبدينات، من 8 إلى 13 أسبوعا من الحمل. وأجابت السيدات على استبيان يسأل عن اعراض الاكتئاب، كما أجابن على الاستبيان نفسه مرة ثانية بين 16 إلى 22 أسبوعا من الحمل، ومرة ثالثة بعد 6 أشهر من الولادة . ومن الجدير بالملاحظة أن استمرار الاكتئاب خلال الثلثين الأولين في الحمل يعرض المرأة إلى خطر أكبر بالإصابة بسكري الحمل، حيث عانت 17% من السيدات بأعلى درجات الاكتئاب، وتعرضن لثلاثة أضعاف خطر الإصابة مقارنة بالسيدات اللاتي يملكن درجات أقل من الاكتئاب. توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بأن يتم فحص السيدات منذ الأسبوع 22 من الحمل حتى أسبوع ما بعد الولادة، وذلك مرة واحدة على الأقل للتأكد من عدم الإصابة بالاكتئاب . وأكدت الدكتورة 'هينكل' أن الدراسة لم تكن قادرة على إثبات علاقة السبب والنتيجة بين أعراض الاكتئاب وداء السكري الحملي، بينما أثبتت الدراسات السابقة أن الاكتئاب يرتبط باختلال التمثيل الغذائي للجلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. في المقابل إن ارتفاع سكر الدم يؤدي إلى التهابات هرمونية، وتغيرات تؤدي إلى الاكتئاب.