المقبرة المتنقلة!
الجمعة / 3 / ربيع الأول / 1438 هـ - 21:00 - الجمعة 2 ديسمبر 2016 21:00
جميعنا في مهام، نعمل ونسعى، جميعنا - من دون استثناء - كلما فتحنا أعيننا نتذكر أننا مرتبطون بعمل ومهمة في يومنا ذلك، كلنا نعمل وهذا ما خلقنا ويسرنا له، ولكن هناك فرق كبير بيننا، فنحن ننقسم إلى قسمين: قسم يفتح عينيه بثقل شديد وغصة مؤلمة، ووجع في داخله حينما يتذكر ما ارتبط به من عمل، يشعر أن أيام حياته في تناقص شديد، فاليوم من حياته يشعره أنه قد نقص أسبوعا كاملا من عمره، فالأيام في تضاعف عجيب بالنسبة له، يشعر أن الدنيا تركض به، لا يعلم إلى أين، وقد لا يهتم لذلك.
تجده كثيرا ما ينزوي جانبا ويتألم، قد يتألم في صمت وهو يعمل، وقد يتألم ويبوح بما في مكنونه في استمرار منه بالعمل.
وهناك من يتألم لدرجة التثاقل عن العمل، هذا كله لأنه يشعر أن ذلك العمل كالصخرة على كتفيه وضعت رغما عنه أم باختياره كما هو في الغالب، ولكن في المحصلة أثرها واحد تثقل كاهله، وكثيرا ما يقف في حيرة وألم لا يعلم ماذا يفعل، يخشى الاعتراف بما لديه من مشكلة ويتخذ القرار داخليا بالاستمرار على الرغم من أن استمراره إنما هو بمثابة مقبرته المتنقلة.
أما القسم الآخر منا، من يفتح عينيه في كل يوم وكل صباح، بل تجده يحارب النوم دائما حتى يستيقظ باكرا من أجل ذلك العمل المرتبط به، ذلك العمل الذي لطالما تذكره بل خطر على باله لوهلة تشقق قلبه من السعادة، بل يقفز من فراشه مباشرة على أتم الاستعداد من أجل العمل والكفاح، من أجل ما يعده عشيقا، رفيقا، ومؤنسا، بل منبرا يتحدث عنه وعن إنجازاته في صمت من صاحبه. نجده يعمل بكل حب وأمانة. يعطي ما يستطيع بل وأكثر، يشعر بجمال حياته، يشعر بقيمته كشخص عامل بل كإنسان.
من أنت منهما؟! صارح ذاتك فالحياة نعم خلقت من أجل العمل، ولكن لم تخلق من أجل أن ندفن أنفسنا في مقبرة الألم، والحزن والهم.
ليس من العيب وقوع المشكلة، ولكن العيب السكوت عليها، فصارح ذاتك وابحث عن حياتك.