الرأي

التداوي بالشتائم!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
جمعتكم مباركة، وكذلك بقية أيام الأسبوع بالطبع، وأتمنى أن نكون وقت قراءة هذا المقال قد استمعنا ـ أو في طريقنا إلى أن نفعل ـ إلى خطبة تساعدنا في أن نكون بشرا أفضل. وإن لم يحدث وكانت الخطبة شيئا قد سمعتموه من قبل، فهذا أيضا ليس أمرا سيئا، فلولا أن الكلام لا يعاد لنفد. المهم ألا نضطر في هذا اليوم المبارك إلى سماع خطيب يشتمنا كما فعل الأخ الذي شتم الأطباء والممرضين والصيادلة ذكورا وإناثا، والحقيقة أن المقطع الذي شاهدته لخطبته كان قصيرا ولم أشاهد بقية ما قاله غفر الله لنا وله، فربما أضاف إليهم سائقي سيارات الإسعاف والعاملين والعاملات والمراجعين والمراجعات الأحياء منهم والأموات. وأصدقكم القول إن كلامه كاد يعجبني؛ لأني فشلت فشلا ذريعا مريعا في أن أكون طبيبا، وأردت أن أشمت ـ قليلا ـ بزملائي الذين أكملوا طريقهم في هذا المجال وأصبحوا أطباء بعد أن وصلت أنا وكلية الطب إلى طريق مسدود، ووجدنا أن من مصلحتي ومصلحة الطب أن أبحث عن مجال آخر. لم أكمل، ونجوت بأعجوبة من أن أصبح «مخنث من الرجال مائع»، كما وصف الأخ الخطيب العاملين في المجال الطبي من الذكور! ولكني لم أفرح بنجاتي كثيرا، فقد تطرق الخطيب إلى من يوافق أن تكون لابنته علاقة بدراسة الطب والصيدلة ومشتقاتهما، فابنتي تحلم وتخطط وتجتهد، إضافة إلى دعائي أن أجد واسطة تسهل عملية قبولها وتحقيق حلمها، في أن تصبح طبيبة، وهذا يعني أني لن أنجو من تهمة «الدياثة» كما وصف صاحبنا الآباء من عيناتي وأشكالي الذين يقبلون على بناتهم مثل هذا العار. وعلى أي حال.. حديثه لم يضايقني كثيرا، فليس شرطا أن يكون كل الناس أسوياء ويتفوهون بكلام عاقل، المستفز أن حديثه يجد قبولا عند طائفة ليست يسيرة من الناس، حتى من بعض أولئك الذين انتقدوا عباراته في العلن، لكنهم في الواقع لا يقبلون أن يكون لبناتهم أو زوجاتهم علاقة بالطب، ولا بما قرب إليه من قول أو عمل. algarni.a@makkahnp.com