المسمار الأخير في نعش (القمعية)!!
بعد النسيان
الأربعاء / 1 / ربيع الأول / 1438 هـ - 22:15 - الأربعاء 30 نوفمبر 2016 22:15
من القصص الظريفة، التي كانت تدرَّس للمرحلة الابتدائية: أن ولدًا شقيًا تسلل إلى المطبخ، في غفلة من: ماما + بابا = أو.. أو.. با ما!! وأراد أن يأكل شيئًا من اللوز، وليس (الموز)... «الموز لأمريكا» في شعارات الحوثي! و(الموز مع الجماعة رحمة)؛ حسب (لؤي مطبقاني) ما غيره! والموز في ذاكرة مدير الإعلام التربوي الدكتور (محمد الحيزان) وملخصها: أنه وزملاؤه في إحدى قرى (الدلم) ظلوا يقرؤون قطعةً بعنوان: (لا ترمِ قشر الموز)! وشخَّص التلاميذ السعوديون أبطالها (القرود)؛ بينما شخص أحد أبناء الأشقاء العرب دور الولد الشجاع الوسيم!! وللأمانة فلا دخل للزميلة (ماكينزي) بتوزيع الأدوار!! فلما رنَّ الجرس تنفس التلاميذ (القرويون) الصعداء، وقد فهموا القصة، واستمتعوا بكل ما فيها ما عدا الموز؛ الذي لم يعرفوه على الطبيعة إلا بعد انتقالهم للدراسة الجامعية في الخارج (الرياض)!!
واااا... وضع الولد الشقي يده في القارورة فدخلت بسهولة، لكنها علقت بعد أن امتلأت باللوز! وانفضح أمره، وحاول الأبوان إخراجها وهما يكيلان له الشتائم والصفعات؛ فلم يجدا بُدّاً من الاستعانة بالجيران، الذين تجمهروا واكتفوا بالفرجة على يد الولد تزرقُّ هلاليةً، ثم (تشلسية) ثم (عنتر ميلانية)، وليس لبرنامج (نطاقات) فائدة ترجى! و.. فُرجتْ.. حكيم القرية الرمز الأوحد الخالد وصل.. أمسك بيد الولد وقد أغمي عليه.. جرَّد خنجره النجراني.. وسمى وكبر.. و...قطع يد الولد.. ثم كسر القارورة.. وصاح فيهم: أزعجتُمْتـُنَّ قيلولتي.. إلى متى لا تجدون غيري يحل مشاكلكنَّكُمْ ؟
أما نحن اليوم فقد وجدنا من لا يقل عنه حكمةً ورشدًا! إنها (قمعية) الثقافة والفنون العربية السعودية؛ إذ ألغت عقدي المخرجين المسرحيين العربيين: صبحي (النخوة الإسكندرانية) ابن يوسف، من فرع (قصيم الزمان)، ونهر الأردن الشقيق (زكريا المومني) من المدينة المنورة، آخر محطاته العملية المشرفة!
ولمن انضم إلينا الآن؛ فإن هذين الفنانين النادرين، يشكلان مع المقام العراقي الجميل (سمعان العاني) مثلثًا خدم المسرح السعودي أكثر من أي سعودي! وأفنى من (أجلنا) الجزء الأكبر من عمره، وصحته، وماله، واستقراره الأُسَري!
وفي النهاية يستدير علينا من لا علاقة له بالفن، ولا المسرح، ولا الثقافة، ولا رؤية المملكة؛ ليواصل سياسة التقشف ـ التي نتَّفت الجميع، ماعدا مجلس الإدارة الموقر ـ ويشوي صقرين لم يعرفهما!!
ولكن أبشروا.. لعله المسمار الأخير في نعش (القمعية) المشؤومة!!!!
so7aimi.m@makkahnp.com