معرفة

ماذا تعرف عن تجربة المدن الذكية؟

إن التقدم التقني مع الوقت لا يكون ترفا، بل هو الطريقة الأنجح لإيجاد حلول متناسبة مع مشكلات الحياة الحالية، والطريقة الأجدى لرفع مستوى التحسينات والخدمات بشكل عام، مع تقليل المصروفات والتكاليف فيما يتعلق بالبنى التحتية. هذا ما يتحدث عنه التقرير الذي صدر عن'Quartz' ، والذي يشمل فيه أمثلة عن مدن هي الآن تعمل على تطوير البنى التحتية بطرق ذكية، كمدينة: برشلونة. والسبب في هذا الفعل هو الحد من الإنفاق والصرف. يقول التقرير بتفصيل أكبر: تكلف تحسينات البنية التحتية للشوارع كثيرا من الأموال والموارد، كما تدرك البلديات في مختلف دول العالم دورها الحاسم في التنمية الاقتصادية، وصنع القرار الذي سيؤثر على الملايين من المواطنين. وأوضحت التقديرات الحالية للسنوات الـ 15 المقبلة أن الإنفاق العالمي على بناء وصيانة البنى التحتية سيبدأ من 60 إلى 70 تريليون دولار، مع عجز متوقع يتراوح بين 15و 25 تريليون دولار. تواجه المدن تحديات حادة بسبب التوقعات حول إيوائها نحو 67% من سكان العالم، وذلك بحلول 2050م. وستواجه جميع المدن على حد سواء عقبات في بناء بنية تحتية تلبي احتياجات المستقبل، سواء في المناطق الناشئة، حيث يصعب توفر شبكات المياه، وتضعف كفاءة الطاقة، أو في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث توجد الجسور، وإمكانيات التعامل مع حركة المرور الحديثة. اختبرت بريطانيا إمكانية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لسد فجوات التمويل، وقد حققت تلك الشراكات نجاحا باهرا في بريطانيا وأستراليا وكندا، حيث تعمل نماذج التمويل البديلة على رفع رسوم الجسور والطرقات بما يتناسب مع زيادة الاستخدام. تعد البنية التحتية الخضراء أحد الطرق القيمة والفعالة في مكافحة ارتفاع التكاليف المرتبطة بتغير المناخ، وتتضمن البنية التحتية الخضراء حلولا، مثل: 1 أسطح المباني الخضراء. 2 الأرصفة النفاذية. 3 جمع المياه التي تعمل على تخفيض الإنفاق مع مرور الوقت. 4 معالجة المياه، واستخدام الطاقة. كما تقدم تطورات البنية التحتية الذكية بعض التوقعات، مثل: 1 استخدام المدن للانترنت. 2 استخدام التقنيات الأخرى المتقدمة. 3 الحصول على أنظمة تعمل عن طريق برامج وأجهزة استشعار. ويمكن السير على نهج مدينة برشلونة كحالة ناجحة في تطوير البنية التحتية الحضرية، وكانت المدينة بحثت كأي مدينة أخرى عن سبل لدرء الركود الاقتصادي والتنموي، في أعقاب ركود 2008. فوظفت الحكومة المحلية أحدث تقنيات الحوسبة، وتبنت مفهوم المدن الذكية في 12 منطقة، والتي شملت المياه والإضاءة، بهدف توفير المال وتحسين البنية التحتية للمدينة. مما أدى إلى انخفاض الازدحام والانبعاثات، وساعدت أجهزة الاستشعار على إرشاد السائقين إلى أماكن الوقوف الخالية. بالإضافة إلى استشعار لرصد هطول الأمطار لأجل الري، وتثبيت نحو 20 ألف متر من التقنية الذكية لقياس مدى استهلاك الطاقة، وتحسين كفاءتها. إجمالا، تمكنت برشلونة من توفير 27 مليون دولار باستخدام الإضاءة الذكية، و58 مليون دولار من إجراءات المياه الذكية، وزيادة التدفق النقدي من مواقف السيارات بنحو 50 مليون دولار. كما أجرت مدينة لوس أنجلوس تغييرا بسيطا، وهو تبديل إضاءة الشوارع من الإضاءة التقليدية إلى إضاءة مزودة بأجهزة استشعار، مما وفر على المدينة 8 ملايين دولار سنويا. لذا سيصبح توظيف التقنية المتقدمة في المدن أكبر ظاهرة خلال السنوات المقبلة، للحد من تكلفة البنية التحتية على المدى الطويل، حيث ستمكن استراتيجيات توصيل البنى التحتية بالشبكات الرقمية من زيادة كفاءتها، وتوفير المزيد للاستثمار المستقبلي.