مؤتمر الأدباء الحكمي تتساءل عن الثبيتي: أليس في البلد غير هذا الولد؟
الأربعاء / 1 / ربيع الأول / 1438 هـ - 09:00 - الأربعاء 30 نوفمبر 2016 09:00
فرضت النقاشات حول أدب الطفل واستثنائية الثبيتي حضورها على مناقشات الأمس بمؤتمر الأدباء السعوديين الخامس بالرياض والذي يختتم فعالياته اليوم، وحضر الراحل الشاعر محمد الثبيتي بوصفه نموذجا لتعامل الشاعر مع الهوية الوطنية من خلال نصوصه، حيث تطرق الناقد أحمد الغامدي إلى هذا الجانب منطلقا من أن الشعر الحداثي ارتقى عن الأغراض التقليدية ليتماس مع القضايا الإنسانية، مشيرا إلى أن الثبيتي وظف هذا المضمون في توصيفه للوطن، حيث ربطه بالقيم وعامله كعشق طفولي أو كحلم، كما جعل منه رموزا محتملة دون أن يختزله على دلالة بعينها، وكان من أبرز تلك الرموز «الوطن المنتظر» و»سيد البيد».
وأضاف الغامدي أرى أن الثبيتي كذلك تعامل بطريقة فنية مع الشعار الوطني، فكان يرى في النخلة تجسيدا للحب والصبر والانفتاح والمساعدة، تماما كما رأى في السيف تجسيدا لمفاهيم العطاء والعشق، بجانبها دلالته المعروفة عن القوة.
وأثارت هذه الورقة عددا من المداخلات، فنظرت الدكتورة أمل القثامية إلى ماهو أبعد من الهوية المكانية في شعر الثبيتي، متناولة القيمة الوطنية التي ارتبطت بمنجزه في نظر المثقفين العرب إلى الأدب السعودي، حيث عدت هذا جزءا أصيلا من تمثيل الوطن وتشريفه الذي يتجاوز حدود النص المجرد.
وجاءت المداخلة الأكثر جدلا من الناقدة عائشة الحكمي والتي اعترضت على تكرار التطرق للثبيتي في الأوراق العلمية قائلة إنه قد قُتل بحثا وتساءلت أليس في البلد غير هذا الولد؟ لتجيبها مديرة الندوة هيفاء الفريح بشكل فوري: ليس في هذا البلد مثل هذا الولد.
فطالب الباحث سعد الرفاعي بتفعيل دور الأندية الأدبية باعتبارها جهة مسؤولة عن النهوض بأدب الطفل، مشيرا إلى أن هذا يدخل في صميم دورها المنوط بها تجاه الأدب بأجناسه المختلفة بحثا ودراسة وإنتاجا.
وذكر الرفاعي خلال ورقته بالمؤتمر أن أدب الطفل ما زال في بداياته، كما أنه ليس بالنوع الذي يسهل الخوض في غماره، ولهذا فهو بحاجة إلى مؤسسة أدبية تعنى به وتؤطر له ولمفاهيمه وممارساته.
ولفتت الدكتورة هند خليفة لدور المرأة السعودية في أدب الطفل، لا سيما خلال السنوات العشر الأخيرة، وقالت: لقد بدأ ذلك من نقل الحكاية الشعبية وانتهاء بتطويع أدب الطفل لأحدث وسائل التقنية المعقدة.
مسؤولية الأديب
وقدم الناقد والأكاديمي عبدالعزيز الطلحي ورقة تناول فيها المسؤولية الاجتماعية للأديب، وقال: إنها كانت نتاج نقاش دار بينه وبين الدكتورة مشاعل العتيبي حول الأدوار الحقيقية للمثقف والتي تزيد من خلق الوطن في دواخل أبنائه، حيث ذكر أن مسؤولية الأديب تبدأ من ذاته، بما يشمل تطوير أدواته وتحقيق الكفاية الثقافية وإنجاز أعمال أدبية، في حين تشمل مسؤوليته تجاه الآخرين الإسهام النقدي والمؤسسي ودعم المواهب.
وانتقد الطلحي حالة عزوف الأدباء عن الأندية الأدبية والتي تتحول أحيانا إلى حالة نقمة عليها، مشيرا إلى أن هذا يتناقض مع طبيعة وأصل وجود هذه الأندية التي انطلقت أساسا بمبادرة أدباء ومثقفين.
وتناول الدكتور إبراهيم التركي ما يعرف بعلم النفس المعرفي، متطرقا إلى اللغة بوصفها وسيلة لصنع المعرفة الإنسانية، لها تأثيرها على الأفعال والسلوكيات، وذلك من خلال بحث رصد فيه أبرز الاستعارات المرتبطة بالوطن وتتبعها في الوعي الجمعي، حيث خلص إلى أن الاستعارة الكبرى –كما وصفها- هي فكرة (الوطن الأسرة) وهو ما أثار مداخلة الدكتورة نداء الحارثي التي طالبت بالتوسع في دراسة الاستعارات التي تدخل في تكوين وعي الفرد السعودي، وقالت: بعض الأمثال المتداولة باتت حقائق، وأصبحت خناجر في خاصرة وعينا، إن ثقافة الاستكانة والبعد عن الإنتاجية هي ثقافة لغة بالدرجة الأولى.
من مداخلات المؤتمر
التزام الشاعر أو الأديب بالكتابة عن القضايا يقتل الإبداع فيه، ويورطه في خطابية تتحول بدورها إلى أدب لا قيمه له.
الدكتور جمعان العبدالكريم
المسؤولية الأدبية لا يجب أن تنحصر في المقال فقط.
الدكتورأحمد عسيري
هناك انفصال تام بين المثقف والمجتمع، كما أن المثقف لن يفيد الناس إذا كان هو نفسه مغتربا عن ذاته.
أسماء العبودي
الهوية ليست مكانا فقط، كما أن الشاعر والأديب ليس بالضرورة أن يكون صاحب إصدار مطبوع أو قصيدة منشورة.
الدكتور يوسف العارف