(محمد الدحيم) يحضِّر روح (راشد المبارك)!!
بعد النسيان
الثلاثاء / 29 / صفر / 1438 هـ - 19:30 - الثلاثاء 29 نوفمبر 2016 19:30
بين خليط لا يمكن أن يتجانس ـ لأن جنسيته سعودي حسب الفنان (محمد عبده) ـ من المؤمنين، والمؤمنين جدًا، والمؤمنين (دِجَّاً)، والمؤمنين أجد، والمؤمنين أدج، يندر أن تجد فكرًا واضحًا، وعميقًا، وأنيقًا، ورشيقًا كما هو فكر الدكتور (محمد الدحيم)، القاضي سابقًا؛ وهي ميزة (سَبْقٍ) فعلًا: أن ينجو قاضٍ من (القضاء المبرم) على عقله واتزانه النفسي، بتناقضات تدع الحليم حيران!! ويتخلص من كل القناعات التراثية الجاثمة فوق الحقيقة، كالرماد الكثيف فوق (جمرة غضى)، ومن واقع خانق كدخان المزابل في (بيروت) و(جدة)، مؤدلج بالإقصاء والتعصب والكراهية!! ثم يقهر شهوة السلطة المطلقة؛ إذ لا قوانين محددة كحدود الله، ولا قيود تكبح من اجتهاد القاضي في العقوبات التعزيرية، ولا رقابة، ولا نزاههههههههة تحاسبه إن اعترف «اسم الله عليه» أنه بشر، (قد) تتلبس به (جنيَّة) ذات جمال ونسب وحسب ودين، فيختلس تحت تخَبُّطها إياه مئتي مليون ريال فقط لا غير، تصرف للمستفيد الأول مرة واحدة فقط!!
لقد تمكن (الدحيم) من كل ذلك؛ فأين اتجه حين وجد عقله (يِلِقْ) نظيفًا كأموال (المافيا) بعد غسلها في الدوري الإيطالي (المخترم)؟!
لقد بدأ فورًا يتعلم من جديد؛ إذ اكتشف أن (كتائيبنا) البائسة لا تحشو أدمغتنا إلا بقراطيس بالية نجترها جيلًا بعد جيل منذ (8) قرون، من قرون الثور الذي يزعمون أنه يحمل الكرة الأرضية كسيخ (شاورما)! ولكن للإنصاف فإن معادلة: علم + ماء = علماء؛ تنسف كل قوانين (نيوتن)، ونظريات (آينشتاين)!!
وللإنصاف أيضًا فقد سبقها أستاذنا رائد الشعر الحديث الدكتور (نذير العظمة) حين اقتحم أحد الطلاب مكتبه ففوجئ به يصلي، فسأله: ألستَ علمانيًا يا دكتور؟ فقال: بلى يا بني.. علم + إيمان = علمان!! ومن هنا جاء قولهم: بنو علمان!!!
وانكب (محمد الدحيم) على العلوم الطبيعية والفلسفة انكباب (صائم الدهر)!! فكانت النتيجة هذه (الروحانية) التي لا بد أن ينتهي إليها العقل الإبراهيمي ـ نسبة إلى خليل الله أبي الأنبياء ـ الذي لا يكف عن السؤال عن أي شيء، ولا تشفي غليله أية إجابة جاهزة مكرورة!! والسؤال يعني الحرية المطلقة، والحريّة المطلقة تعني المسؤولية الفردية عن كل شيء!!
وفي أحدية الدكتور (راشد المبارك)، أمطرت الرياض، وفاض (محمد الدحيم) بروحانية صيِّبة غدقة، و...«قلت المطر ؟! قالت من اليوم ديمة.. مابه رعد.. لا برق.. ما غير هتان»!.. وغدًا (تعاتيب خلان)!!
so7aimi.m@makkahnp.com