الرأي

هل انقلبت أرامكو على سمعتها؟!

مانع اليامي
قد يذهب بكم العنوان بعيدا، لا بد إذن من تضييق المسافة والبداية بسؤال كم فعلت بنا التقارير الوردية، فصيلة (كل شيء تمام)، التقارير التي تركن إليها عديد من المصالح الحكومية وتنكشف ملامحها على عجل للفطين وصاحب التجربة في جل الكلمات الخطابية في بعض أحاديث المسؤولين الحكوميين. القضية أن التقارير الوردية بما عليها من احتمالات التضليل الذي قد يقع فيه المسؤول الأول على يد أعوانه بداية، وبحكم ما لها من عورات سوء المنقلب المتوقع تحركها على أرض الواقع طال الزمن أم قصر، لم تعد اليوم هي الوسيلة الوحيدة التي تستثمرها الجهات الحكومية كثقافة مراوغة للملمة نفسها والمضي في طريق «المهم تعدي المسألة «. اليوم نواجه مكيجة المشاريع بعناية لتخطي مرحلة الافتتاح وما بعد ذلك يندرج تحت بند تلافي العيوب لاحقا، وقد يحدث هذا باليسير من الترقيع وقد لا يحدث أصلا، ودورة الزمن كفيلة كما يعتقد البعض من أهل التقارير الوردية والتقديرات السريعة اللامسؤولة بطي الوضع بكامله، هذا رأي لا أكثر ولا أقل، وكبير الظن أنه لا يبعد عن الواقع والله أعلم. المقدمة تسير في درب المركز الثقافي العالمي بالمنطقة الشرقية، عربون الوفاء والتقدير لدور مؤسس البلاد وباني نهضتها - المركز من إنشاء وتحت إشراف، وأيضا متابعة وما إلى نهاية، أرامكو السعودية. بصراحة ثمة رأي يزداد شيوعا في المجالس الخاصة، وهو أن هذا العملاق لم يعد كما كان، الواقع بحسب تقديرات الناس إزاء غرق المركز قبل لحظات افتتاحه يقول بسخرية.. أرامكو لم تضبط ساعتها على تقلبات الأحوال الجوية، لربما أنها استعجلت قليلا في بناء التقديرات، ولولا عطاء السماء لخدعتنا بمكياج الاسمنت والزجاج. أكتب هنا بألم بالغ وللمعلومية ترددت كثيرا. تقول الأسئلة النشطة في الداخل، كيف لشركة عملاقة نعقد عليها في طول الوطن وعرضه كل الآمال أن تضيع سمعتها بسهولة، تغنينا كثيرا بمنجزاتها، وصارعنا القوم تفاخرا في كل مكان بها وبكل زهو، وصل الحال بتقدم المطالبة الشعبية حد المطالبة بإسناد المشاريع التنموية كافة، وبالذات ما يتعلق بالبنية التحتية، لأرامكو على خلفية الثقة المتناهية في هذا الكيان الكبير، المتوقع في كل الأحوال تقيده التام بكل المعايير المنتهية إلى الجودة والنزاهة والسلامة. يا هل ترى ما ذا حل بأرامكو، هل أهملت تفاصيل وجهها أم إنها انقلبت على سمعتها؟!.. وبكم يتجدد اللقاء. alyami.m@makkahnp.com