منيفة يقهر تراجع النفط والأزمة المالية ويعود بـ 900 ألف برميل
الخميس / 24 / صفر / 1438 هـ - 20:30 - الخميس 24 نوفمبر 2016 20:30
ما بين 1957 و2014، رحلة ممتدة لـ 57 عاما سار فيها حقل منيفة النفطي (خامس أكبر حقول النفط في العالم ومن أقدمها في السعودية)، من الاكتشاف مرورا بالتطوير وحتى إعادة تشغيله مجددا، وذلك بعد أن توقف الإنتاج منه للمرة الأولى في 1984، فيما واجه في 2008 تحدي إعادته إلى الحياة مجددا مع علو كعب الأزمة المالية العالمية التي أعلت كعب الانكماش الاقتصادي بما أثر على صناعة النفط، في وقت تراهن الحكومة السعودية في أن يؤدي دورا مهما مع تزايد عدد المشاريع العملاقة المصممة لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من موارد النفط والغاز، تماشيا مع رؤية السعودية 2030 التي تؤكد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية والاستفادة منها.
ويشكل مشروع الإنتاج الجديد في منيفة أكبر مشروع من نوعه في صناعة النفط، حيث تصل طاقته الإنتاجية بعد تطويره إلى 900 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يوميا.
وسيوفر اللقيم اللازم لمصفاتي التكرير المشتركة (شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات -»ساتورب») في الجبيل، و(مصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير- «ياسرف») في ينبع، إضافة إلى مصفاة جازان عندما تصبح قيد التشغيل ومصفاة «موتيفا»، (مصفاة أرامكو السعودية «موتيفا إنتربرايز»، وهو مشروع مشترك للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية، والمملوكة مناصفة بين أرامكو السعودية وشركة شل الأمريكية).
وأصبحت بئر منيفة التجريبية رقم «1» بئر الاكتشاف للحقل، وبدأت إنتاجها في 1964 بمرافق قادرة على إنتاج 125 ألف برميل في اليوم من النفط.
ونظرا لانخفاض الطلب على النفط الخام، فقد أوقف الإنتاج من حقل منيفة في 1984.
ومع حلول 2005، حيث شهدت السوق العالمية ارتفاعا في الطلب على النفط، وبالأخص النفط الخام العربي الثقيل، فقد أدى ذلك إلى معاودة تطوير هذا الحقل.
350 بئرا جديدة
وبدأت قصة تطوير حقل منيفة في 2006 عندما اتخذت شركة أرامكو السعودية قرارا بزيادة طاقتها في إنتاج النفط، وفي 2008، غرزت أول ركيزة لأطول جسور المشروع في قاع البحر وأنشئت المرافق الموقتة، حيث تم إنشاء 14 جسرا لتجنب إعاقة الدورة الحيوية للمياه البحرية في خليج منيفة.
ومنذ ذلك الوقت تحول مشروع منيفة من رسم تصميمي أولي إلى ما يشبه المعجزة الهندسية في صناعة النفط والغاز، فقد أعتبر مشروع منيفة إنجازا فذا من الأعمال اللوجستية والتخطيط والتنظيم.
وقد استغرق العمل ما يزيد على سبعة أعوام من التصميم إلى التشغيل، وكان هذا الحقل شاهدا على مهارة وكفاءة الكوادر الهندسية والمهنية القائمة على تنفيذه.
وقد أنجزت المرحلة الرئيسية الأولى من مراحل تطوير الحقل في أبريل 2013، حيث شملت إضافة 350 بئرا جديدة تشكل إجمالي عدد الآبار المطلوبة، وتزامن ذلك مع بدء التشغيل التجريبي للحقل ومرافق المعالجة المركزية لإنتاج 500 ألف برميل يوميا.
وقد ركز المشروع على المحافظة على التزام الشركة بالجودة واستهل الإنتاج قبل الموعد المحدد بثلاثة أشهر وبتكاليف تقل عن الميزانية المحددة له.
21 ألف عامل
وقد استهلك المشروع أكثر من 4 ملايين ساعة من العمل الهندسي وقوى عاملة بلغ حدها الأقصى أكثر من 21 ألف عامل وإجمالي يزيد على 4 ملايين ساعة من العمل التصميمي.
ويتضمن مشروع حقل منيفة بعد تطويره 27 جزيرة حفر صناعية متصلة بالشاطئ عبر جسر بحري وتفرعات بطول 41 كلم، و13 منصة بحرية لإنتاج النفط وحقن المياه مع ما يلزمها من خطوط أنابيب وكيابل كهرباء واتصالات مغمورة ومرافق لمعمل المعالجة المركزية تتضمن مرافق لفرز الغاز من الزيت ومرافق لمعالجة الغاز ومعملا لحقن المياه ومحطات للإنتاج المزدوج.
كما يتضمن شبكة إمدادات مياه لتلبية متطلبات حقن المياه من طبقة الوسيع الحاملة للماء في منطقة أبوحدرية وخطوط أنابيب لتجميع الزيت الخام وحقن المياه من المنصات البحرية والجسر البحري الذي يربط اليابسة بالجزر الصناعية ومواقع الحفر على اليابسة في منيفة ورأس تناقيب، بالإضافة إلى شبكات خطوط أنابيب حقن المياه وخطوط أنابيب التوزيع.
30 منصة بحرية
وعند تطوير حقل منيفة، برز خيار إقامة جسر بحري كبديل لإنشاء 30 منصة بحرية كانت ستتطلب عملية تجريف واسعة للمنطقة وتؤثر كثيرا على النظام البيئي فيها، وفي ذلك الوقت تم النظر في بدائل عن إقامة الجسر عند تصميمه.
فالحقل يقع على اليابسة وفي المنطقة البحرية والطريقة التقليدية تقوم على حفر قنوات طويلة للوصول إلى المنطقة البحرية الأكثر عمقا، وهو ما سيكون في هذه الحالة مكلفا جدا من الناحية المادية، وسيتسبب بآثار ضارة على البيئة.
عن منيفة
- حقل مغمور يقع في المياه السعودية شمال الجبيل على الخليج العربي.
- خامس أكبر حقول النفط في العالم.
- من أقدم حقول النفط في السعودية، حيث اكتشفت في 1957.
- يتكون الحقل من 6 مكامن.
- تصل مساحته لـ 45 كلم طولا، و18 كلم عرضا.
- ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة يتراوح عمقها ما بين متر واحد و15 مترا.
- تصل طاقته الإنتاجية بعد تطويره إلى 900 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يوميا.