اعتبروهم دلافين ودببة!
سنابل موقوتة
الاحد / 20 / صفر / 1438 هـ - 20:30 - الاحد 20 نوفمبر 2016 20:30
لم أعد أحلم بأكثر من الجهل بما يجري في حلب، لا داعي لأن أعرف أن البشر يقتلون ويبادون بكافة أنواع الأسلحة، هذه المعرفة لا تعني أي شيء سوى مزيد من الغضب والقهر والنكد.
لكن المؤسف أننا جميعا نعلم وندرك ونشاهد ذلك بشكل يومي، ولم يعد الحلم بالجهل حلما في المتناول.
تقصف المشافي وحاضنات الأطفال أمام العالم ويحتفى بمواكب الموت وتنقل زياراته للأطفال والرضع بالصوت والصورة دون أن يثير هذا الأمر حتى استغراب الكائنات من ذات الجنس البشري.
هذا الخذلان من البشر للبشر أمر تستهجنه حتى البهائم، فالبهائم لا تقبل أن تهاجم قطعانها دون ردة فعل، دون اعتراض ولو بالثغاء الخجول!
والحقيقة أني لا أنتظر ردة فعل حقيقية من العالم المتحضر أو المتخلف أو من منظمات حقوق الإنسان أو من كبيرة المنظمات التي علمتهم القلق.
فقط أريد أن يتخيل هذا العالم أن هؤلاء ليسوا بشرا، وأن هذه ليست دورا ومدارس ومشافي، أحلم بأن يتعاملوا معهم على أنهم كائنات حية تتعرض لخطر الانقراض، لماذا لا يعتبرونهم حيتانا أو دلافين أو دببة تعاني من الصيد الجائر!
لماذا لا يعتبرون هذه المشافي التي تقصف بالبراميل والمواد السامة حدائق حيوانات أو محميات طبيعية. فلو كانوا كذلك فعلا لما تجاهل العالم ما يحدث لهم أو يتجاهله وكأنه لم يحدث ولم يكن.
وعلى أي حال..
ليس من أجل الإنسانية، ولا من أجل الحريات التي صدع بها العالم المتحضر رؤوس العالم المتخلف، وليس من أجل أي شيء جميل، لكن من أجل المصلحة فقط، فكروا فقط قليلا بأن ما يحدث هناك وما يتعرض له البشر من خذلان سيخلق أجيالا ناقمة مليئة بالحقد على كل شيء وليس لديها أي شيء لتخسره، وسيدفع العالم ثمن سكوته دما ودمارا كان يمكن تجنبه ولو بقليل من الصراخ أو الاحتجاج أو حتى الامتعاض!