معرفة

أساطير الحياة اليومية

كتاب في انفوجرافيك

أكمل الناقد الفرنسي رولان بارت كتابه 'أساطير الحياة اليومية' في سبتمبر 1956، وأصبح مرجعا علميا في مجاله، ترجمته دار نينوى وطبعته في نحو 300 صفحة، وقد تحدث فيه عن الأسطورة بشكل تحليلي وفلسفي يشير إلى وجودها في مظاهر حياتنا اليومية، غير أنه يتناولها بحذر، ليس من باب تبجيلها كما قد نتوقع، بل لأنه يراها شيئا معرضا للزوال في أي لحظة. مع التاريخ والمفهوم - إن ما يتم استثماره في المفهوم هو معرفة معينة بالواقع وليس الواقع تماما، حينما تنتقل الصورة من المعنى إلى الشكل فهي تفقد شيئا من المعرفة، من أجل أن تعرف المفهوم بشكل أفضل. - لا ثبات في المفاهيم الأسطورية لأنها قد تنضب وتتحلل وتتلاشى نهائيا، ولأن المفاهيم تاريخية فالتاريخ قادر وبسهولة على إلغائها. - تنسجم الأسطورة مع التاريخ في نقطتين: من خلال شكلها المعلل أولا، ومن خلال مفهومها بوصفه تاريخا بطبيعته. علاقة الأسطورة مع وجودها - الأسطورة كلام مختلف، ولغة بمواصفات خاصة، هي منظومة اتصال، ورسالة، ليست موضوعا ولا مفهوما ولا فكرة، إنها صيغة لامتداد المفهوم عبر مساحة واسعة للدلالة، إنها شكل له حدوده التاريخية وشروط استخدامه. - الأسطورة قيمة لا تشكل الحقيقة تتويجا لها، ولا شيء يمنعها من أن تكون ذريعة أبدية، إنها تملك صفة أمرية استدعائية، وهي بانطلاقها من مفهوم تاريخي تبدو كما لو كانت تستدير نحوك، وتعبر بقوة عن مقصدها، وتضطرك لقبول غموضها التوسعي. مع الشكل والمعنى - الشكل لا يلغي المعنى، كل ما يفعله هو إفقاره وإبعاده وإبقاؤه تحت تصرفه، نعتقد أن المعنى سيموت لكنه موت مع وقف التنفيذ، المعنى يفقد قيمته لكنه يحتفظ بالحياة التي يستمد منها شكل الأسطورة. - يمثل المعنى للشكل ما يشبه الاحتياطي التاريخي الفوري، والثروة الخاضعة التي يمكن استبعادها واستحضارها في حالة من التناوب السريع، لا بد أن يستمر الشكل في استعادة المعنى والاختباء فيه. - المعنى يعرض الشكل، والشكل يبعد المعنى، ورغم ذلك لا تناقض ولا صراع ولا انفجار بينهما، فهما لا يوجدان أبدا في النقطة نفسها، وبالطريقة نفسها. مع الشعر واللغة - إذا تكفلت الأسطورة بنقل مفهوم متعمد فإنها لن تجد في اللغة سوى الخيانة، لأن اللغة لا يسعها سوى محو المفهوم حين تغطيته أو فضحه أو التصريح عنه، وهذا يضع الأسطورة في مأزق. - الشعر هو اللغة التي تستمر في مقاومة الأسطورة، وهو بمثابة المنظومة الارتدادية لها، ومن بين كل مستخدمي الكلام، فإن الشعراء هم الأقل شكلية، لأنهم وحدهم يؤمنون بأن معنى الكلمات ليس سوى شكل لا يقبلون الاكتفاء به، فبلوغهم لهذا المعنى لا يمثل هدفا لهم، لأنهم يريدون بلوغ معنى الأشياء ذاتها. مع الموضوع والدلالة - العالم معين لا ينضب من الإيحاءات، كل موضوع من موضوعات العالم يمكنه الانتقال من وجود مغلق أخرس إلى حالة شفوية مفتوحة أمام امتلاك المجتمع، لأنه ما من قانون طبيعي أو غير طبيعي يمنعنا من الكلام عن الأشياء. - الصورة أكثر ضرورة من الكتابة، لأنها تفرض الدلالة دفعة واحدة دون تحليلها أو بعثرتها، لكن هذا لم يعد فارقا تكوينيا، فما أن تكون الصورة دالة حتى تتحول إلى كتابة. - لا تخفي الأسطورة شيئا ولا تفضح شيئا، هي ليست كذبة ولا اعترافا، لكنها أقرب للتحريف أو الانحراف، الأسطورة مهددة دائما بالزوال ولكنها تنقذ نفسها عن طريق تسوية ما، قد تكون هي نفسها هذه التسوية!