عزيزي المواطن.. أنت محور الاقتصاد
السبت / 19 / صفر / 1438 هـ - 20:00 - السبت 19 نوفمبر 2016 20:00
حينما كنت أدرس بين أروقة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة علم الاقتصاد بفروعه المختلفة وأرتوي من منهل العلم على يد أساتذة عظام، أبهرتني النظريات الاقتصادية المختلفة وفروع العلم الممتدة حتى وصلنا لفروع علم متطورة وحديثة، وأصبح الاقتصاد ليس أرضا ورأسمال وأيديا عاملة بل أصبح مجموعة من الأفكار يتم تطبيقها باستخدام التكنولوجيا، وأصبحنا نسمع عن الاقتصاد الأخضر والاقتصاد المعرفي ومسميات عدة وكثيرة، لكن ما استوقفني كثيرا هي تلك النظريات التي تدور حول الفرد واعتباره كائنا حيا رشيدا في تصرفاته خاصة جزء المستهلك.
فمن كتاب «Fable of the Bees» الذي يؤرخ كأقدم فكر بشري كتب عن الاقتصاد مرورا بكتاب «نظرية الشعور الأخلاقي وثروة الأمم» للاقتصادي الكبير آدم سميث، وكتاب «النظرية العامة للتشغيل» لأبي الاقتصاد الحديث كينز، وصولا لكتاب «رأس المال في القرن الواحد والعشرين» للفرنسي الاقتصادي توماس بيكيتى، إلا أن عقلي لم يقتنع إلا بفكرة واحدة وهىي أن الإنسان هو محور الاقتصاد، بل الاقتصاد نفسه!، وهذا ما أكدت عليه الكتب السماوية الشريفة منذ فجر البشرية حتى يومنا هذا؛ منذ التوراة والإنجيل وصولا إلى القرآن الكريم.
فالأسواق قامت ليشتري الإنسان احتياجاته ويبيع تجارته، والمصانع قامت ليعمل بها الإنسان وتنتج له، والشركات أنشئت من الأفراد يعملون بها وينتجون خدمات وسلعا للأفراد، والوزارات تشرف على الأعمال المقدمة للإنسان ويشرف عليها الإنسان، والحكومات والدول والمنظمات والاتحادات.
نعم عزيزي المواطن أنت محور الاقتصاد بل أنت الاقتصاد نفسه، فلا تنس تلك الحقيقة وسط زخم التقدم التكنولوجي ووسائل الإنتاج والتسويق والدعاية، وسط الشركات الكبرى والمتعددة الجنسيات، وسط العلامات التجارية والماركات العالمية.
كن أنت المتحكم، فأنت المتحكم، راقب استهلاكك واسع لرفع كفاءة إنتاجك.
فكر في سلوكياتك كإنسان سخر الله الكون كله له، ارفع رأسك وراقب الرياح وشاهد السحب والنجوم والقمر، وأخبر نفسك أنك مركز هذا الكون كله ومحوره، وأن ما توصلنا إليه من تقدم خاصة في فروع علم الاقتصاد كله منك، وبك، ولك. شاهد حركة السيارات حولك.. أنت صنعتها بفكرك لماذا؟ لتيسر عليك حياتك.. هكذا تفكر، نعم العلم يتطور لكن أنت تطوره، نعم تتأثر لكن أنت المؤثر الأول، ومنك تنبع الحركة وتضج الحياة ضجيجا فلا تنس من أنت ولا تكن أسيرا لما هو دونك.