ترامب في البيت الأبيض
السبت / 19 / صفر / 1438 هـ - 19:45 - السبت 19 نوفمبر 2016 19:45
يبدو لي أن معظم الناس فوجئوا هنا وهناك بفوز المرشح الجمهوري «ترامب» على منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي «هيلاري كلينتون» المثقلة بالخبرة الدبلوماسية الواسعة، خاصة وأن السيد ترامب كان حادا في استعراض وجهات نظره، وهجوميا حد اعتباره عنصريا في تقديرات البعض في أمريكا وخارجها، وهي وجهات النظر التي خلقت بصلافتها ومباشرتها الواضحة حالة من القلق العالمي، وبناء الغالبية بالتالي الرهان عليها كأساسات لسقوط مرشح الحزب الجمهوري في النهاية.
لقد كان حادا في خطابه عن كيفية التعامل مع المسلمين، والصحيح أنه لم يوفق في هذا الجانب، وبنفس الحدة واجه ملف الهجرة خارج إطار الدبلوماسية المتوقع استثماره فيها لجلب المزيد من المؤيدين، ثمة من يرى أنه وقتها قد صنع فوز الحزب الديمقراطي بيده، وفي المقابل هناك من يرى أنه المرشح غير الرئيس في أدبيات المنافسة على دخول البيت الأبيض.
وجهات نظر «ترامب» حول عديد من القضايا كانت مخيبة للآمال بحسب الآراء المرافقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية حد اعتبارها منافذ مفتوحة على المزيد من التوترات في العالم، عطفا على ثقل الولايات المتحدة في ميزان الخارطة الدولية، ليس من باب الاقتصاد وحسب، بل من باب القوة العسكرية وانسحاب تأثيراتها على عديد من الشؤون.
المهم أن الملايين من الناس كما ظهر تمنوا فوز هيلاري كلينتون، وهنا وبحسب الواقع يمكن القول إن نتائج الانتخابات أكلت التمنيات، والسؤال هل فوز مرشح الحزب الجمهوري رغم ما خلفه في مسار حملته الانتخابية من المؤشرات الدالة على الصلافة المكشوفة يعكس انحياز الشعب الأمريكي إلى ترحيل مبدأ التعامل بالدبلوماسية وإحلال مبدأ سياسة القوة في الملف الرئاسي الجديد؟.
يظهر لي أن التعاملات الأمريكية في عهد الرئيس أوباما تجاه عديد من القضايا الدولية قد اتسمت في عيون الكثير من الناس داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها بالضعف، وربما فسرها آخرون بالمراوغة المخطط لها لتمرير الوقت دون تدخلات حاسمة تجاه بعض الصراعات الساخنة، وبالذات في الشرق الأوسط الذي يشهد بواقعه المأزوم الكثير من التحديات. في الختام، كيف يمكن تفسير حديث ترامب عن إعادة الهيبة والاعتبار والمكانة لأمريكا؟.. وبكم يتجدد اللقاء.
alyami.m@makkahnp.com