من يقود سفينة التغيير في الرعاية الصحية؟
السبت / 19 / صفر / 1438 هـ - 20:00 - السبت 19 نوفمبر 2016 20:00
إن النظام الحديث للرعاية الصحية يعني في مفهوم جميع العاملين في دائرته دون استثناء الوصول - وهو الأمل للجميع - إلى القاعدة المرجوة التي يمكن بها عند تطبيقها إحداث نقلة نوعية ذات قيمة (value-healthcare) في التواصل بين المستفيد من الخدمة (المريض) ومقدم الخدمة (الرعاية الصحية)، حيث يمكن من خلالها (النظام الصحي) إيصال الخدمة الصحية إلى من يحتاجها بصورة متكاملة، وإلى من يستطيع الاستفادة منها أيضا، وذلك لهدف تطبيقها ومن ثم حمايته، بإذن الله، من حدوث أمر (مرض) لا تحمد عقباه. ماذا يعني هذا الكلام تطبيقيا؟
لتقريب المفهوم للقارئ العزيز، يعني وضع المستفيد من الخدمة في وسط الرعاية الصحية (في مركز الخدمة)، وذلك بإعطاء مقدم الخدمة (مثل البرنامج الصحي والمقدمة من طبيب وممرض) مجموعة من المميزات المهنية (العملية) التطبيقية (تكامل في الرعاية سواء كانت خدمة آليه أو يدوية)، والتي يمكن (تواصل في الرعاية) أن تكون في صور متعددة مثل: مشاهدة التاريخ المرضي المتكامل للمستفيد من الرعاية، وضع أو إضافة رعاية صحية فاعلة ومتكاملة مع ما سبق، من تلك المتابعة التي توفرت، الارتباط (بين الرعاية المتكاملة للمريض) مع مقدم الرعاية والمريض باستخدام التطبيقات الحديثة (care-connect) في التواصل الذي يؤدي إلى متابعة ذات الهدف (meaningful) في تقديم الخدمة الصحية.
مجملا، إن السعي وراء تطوير المنظومة الصحية في صورتها المذكورة أعلاه، سوف يصطدم بالعديد من العوامل السلبية، منها: النظام الصحي، سواء للرعاية الصحية الأولية أو الرعاية المتقدمة بالمستشفيات المتخصصة، ما زال غير واضح المعالم، وذلك لأسباب متعددة، منها عدم وجود رؤية واضحة حيال النظام الصحي يمكن تطبيقها من خلال استراتيجيات صحية وأهداف مدروسة. أيضا، غياب المهنية (الاحترافية) في البرامج التطويرية والتطبيقية (الصحية) التي تهدف إلى بناء بنية تحتية تهتم بالوقاية والصحة العامة للمجتمع، وذلك بدلا من الذهاب إلى المنشأة الصحية وقت الحاجة فقط. وعدم استمرارية البرامج التطويرية السابقة، وذلك لعدم وجود منظومة واستراتيجية ثابتة مع الكم الكبير في التغييرات القيادية. وأخيرا وليس آخرا، ضعف الخبرات الفنية لدى العاملين بالقطاع الصحي، وذلك لأسباب متعددة، منها ما سبق ذكره مثل ضعف الرؤية الاستراتيجية لبرامج التدريب في مختلف المهن الصحية، الطبية منها بجميع تخصصاتها الهامة جدا، والمساندة مثل الصيدلية، والعلاج الطبيعي، والتمريض، والمختبرات، والأشعة وغيرها.
باختصار، كل العوامل التي ذكرت قد نراها مترتبة بعضها على بعض، ومتراكبة بعضها على بعض، النظام الصحي غير واضح نتيجة غياب الرؤية التطبيقية الذي كان نتيجة غياب الاحترافية في بناء منظومة صحية، والمبنية على خبرات فنية (ضعيفة) لدى العامل بالقطاع الصحي، وخاصة على مستوى القيادات الصحية، سواء بالوزارة أو الشؤون الصحية. إن وزارة الصحة مطالبة بتبني رؤية واضحة المعالم وثابتة الأهداف للمنظومة الصحية. وإذا كانت وزارة الصحة ترغب في ذلك فعليها الاتفاق على تحديد العناصر التي ستساعدها في تحقيق الأهداف للرؤية الصحية المستقبلية. ولكن يأتي السؤال الهام: من يقود تلك السفينة (سفينة التغيير)؟